تعبنا فى مصر من الكلام الكثير حول استحقاق الحرية والديمقراطية فنحن كأقدم الدول التى طبقت النظام البرلمانى فى المنطقة إلا أننا تميزنا بأنه عبر كل العصور قبل وبعد الاحتلال الإنجليزى وقبل وبعد الثورة فى أيام النكسة، وأيام النصر فى عهد الاشتراكية وعهد الرأسمالية، كانت ديمقراطية مصر ديمقراطية صورية وبرلماناً ورقياً، فمن تأييد الرقابة الثنائية على مالية مصر وصندوق الدين، إلى الرقص لبقاء الزعيم فى الحكم بعد النكسة مباشرة إلى العمل بإشارات أحمد عز.
والطريف حقاً أن كل حاكم يفخر بمدى الحرية والديمقراطية التى يتميز بها المجتمع المصرى دوناً عن غيره من دول العالم فنحن دائماً مهما اختلف الزعيم، وخاصة بعد الثورة، نعيش أزهى عصور الحرية والديمقراطية مع اختلاف الكلمات قبل الثورة فى العصر الملكى، ودائماً تلك العصور الأزهى مرتبطة بتفضل الزعيم ومباركته بمنحنا تلك الحرية.
ولكن هذا الشعب بعد 7 آلاف عام قد بلغ سن الرشد، وأدرك أنه لا يعيش الحرية ولا الديمقراطية ولا يمثله برلماناً حقيقياً، فانطلق يبحث فى فضاءات الشبكة العنكبوتية، والقنوات الفضائية عن شئ يعبر به عن كبته، وشهدت شوارع مصر فى كل المحافظات وقفات احتجاجية وحركات إصلاحية، ولقاءات جماهيرية وأصبح كل من يقول لا أو حتى يسب النظام هو شخص وطنى وزعيم كبير دون النظر لأية اعتبارات أخرى، ولنا فى أيمن نور المثال الواضح
ولكن كل هذا الصخب أصبح جعجعة بلا طحن فالصوت عالى، ولا تأثير والسبب أن أحداً لم يسأل نفسه هل نستحق الحرية والديمقراطية؟
السؤال يبدو سهلاً وإجابته معروفة، والبعض قد يظننى مجنوناً بسبب هذا السؤال، ولكن لنحلل السؤال بطريقة أخرى.
هل نقبل الاختلاف فى الرأى مع الآخر؟
هل نقبل الآخر أساساً ؟
هل لدينا استعداد أن يكون رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب؟
هل نقبل فى حياتنا العادية أية ممارسة للديمقراطية؟
هل المدير منا يحتمل مرؤوسيه؟
هل المعلم يحتمل تلاميذه؟
هل يتقن أياً منا عمله من الأساس؟
هل نحن نسعى من أجل ديمقراطية شاملة أم فقط نرغب فى تغيير الوجوه؟
هل نحن مستعدون أن نموت من أجل مصر ومن أجل الحرية فيها؟
هل ندرك أن الحرية لا تأتى هبة من أى حاكم بل تأتى بسواعد قوية وتأتى بتحرك من الأسفل لأعلى؟
هل اتفق مثقفونا يوماً والنخبة فينا على الخطوط العريضة للتحرك فى سبيل الحرية؟
وألف هل وهل؟
كل تلك الأسئلة إذا بقت بدون إجابة ستقتلنا فى مصر سنبقى ضحية أبدية لاتفاق الحزب الوطنى مع الإخوان المتأسلمين على وليمة الوطن، ستبقى بذور الفتنة تنمو وتنمو فى ظل الكبت وسنتأخر أميالا وأميالا فى ظل تحالف الفساد وجشع رأس المال والتجارة بالدين سنبقى رهينة لكل صاحب ذقن وصاحب مال، وستظل ميزانية الداخلية أكبر من الصحة والتعليم
وسيبقى لأهل مصر الدعاء على رأس المرحوم الوطن، وأذكرهم وأذكر نفسى بكلمة الخالد "جيفارا" لن يكون لدينا شئ نستحق أن نعيش من أجله مالم نكن مستعدين أن نموت من أجله.
القارىء محمد نبيل صابر يكتب: هل نحن شعب يستحق الحرية؟
الأحد، 24 يناير 2010 07:13 م