القارئة روزالين فهيم تكتب: الإسكندرية الجديدة

الأحد، 24 يناير 2010 05:38 م
القارئة روزالين فهيم تكتب: الإسكندرية الجديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت قد تركت الاسكندرية منذ فترة وعدت إليها هذا العام ستجد مايسرك أكيد، فيما عدا القمامة بالتأكيد، فاذا حاولت أن تتنزة وتستمتع بالرياضة البدنية فى نفس الوقت، لا تنسى أن ترتدى أحذية مطاطية فإنك ستتحرك بالقفز، حاول أن تمشى فى الشوارع الرئيسية لأن الوضع يصبح مستحيلا فى الأزقة و الشوارع الفرعية إن كنت سعيد الحظ وكتب لك عمر مديد ولم تجد نفسك فى إحدى البالوعات فلتترحم أولاً على شهداء البالوعات ثم أكمل السير من جديد، حاول أن تبحث عن رصيف للمشاة، إذا وجدت نفسك تلعب الحجلة لا تستغرب البتة، فمعظم أصحاب الدكاكين على يقين تام أن الرصيف المقابل لمحلاتهم هو امتداد طبيعى لسلطتهم، فيضعون عليه بضاعتهم، فلا تستطيع أن تجادلهم، فقد تركتهم الحكومة، فما عساك أن تفعل أيها المواطن المسلوب الحقوق فأنت دائما محقوق، لو اعترضت قد تصيبك طعنة غادرة ويثبتان أن قاتلك مختل عقليا، فتذهب روحك شهيدة الإشغالات البلدية والطياشة الجنونية، حتما ستفكر مليا ولكنك قد تصمم على المضى قدما، وهذا متروك لك، لابد أنك تمنى نفسك الآن بالهواء العليل والجو الجميل، إذا وجدت نفسك الآن تفيق من هذة الأحلام على رائحة القمامة

وقدميك تغوص فى أحد أكياس القاذورات المفتوحة على الأرض والقطط تدخل معك سباق العدو، فلاتستغرب مرة أخرى،لابد أنك ستسرع الآن من شارع جمال عبد الناصر وتلجأ إلى لوران أو شارع شعراوى، يؤسفنى أنك لن تجد جديدا، فأكوام القمامة فى كل مكان تبيت، قد يخطر ببالك أن تسال عن سر كل هذة القمامة

ولماذا هى على الأرض ملقاة، ستجد المئات يخبرونك عن استياءهم العارم من شركة التنظيف الأجنبية والتى لاتهتم إلا بتنظيف شارع الكورنيش وشارع المحافظ، وقد فوض الجميع أمرهم للة القادر، ثم تندهش من رؤية عربات قمامة محلية يجرها أصحابها أو أحد الدابة، تقف وتتأمل فى أنواع الأكياس الموجودة ثم تقوم بالفرز وتأخذ بعضها ثم تقذف بالباقى مرة أخرى على الأرض، ياللمشهد المريع، فتستجمع قواك وتأخذ عربة خاصة لتهرب من اليأس الفظيع، ويأخذك السائق لطريق الكورنيش، فهو الأسرع على الإطلاق وفيه تستطيع العربات الإنطلاق، ولكن أين البحر ذهب؟ وهنا سيكون عقلك قد شرد، فالكورنيش الذى هو ملك للعامة، أصبح الآن ملك الرأسمالية، فترى أمامك الدكاكين الإفرنجية لشرب جميع أنواع القهوة العالمية، وهاهى الفنادق تغطى هى الأخرى ما قد يظهر من البحر خلسات، وهنا تعرف أنة قد مات، قد مات الأمل فى الحصول على منظر مفتوح بلا أجر مدفوع، لاعجب أنك وصلت سريعا إلى منطقة الشلالات، فقد ذهب عقلك فى شتات، وهنا قررت أن تترجل وتزور حديقة الشلالات، فطالما تذكرها وأنت صغير بالمرح و اللهو البرىء، وتدخل الحديقة والذكريات تشجيك، ماهذا الذى جرى؟ أهى أحلام الكرى؟ حتى الحديقة لم تسلم من عدوان القمامة الغاشم، لا أصدق ما أرى، حتى هنا القاذورات على الأرض مهملة، كأنك قد دخلت مزبلة، هل هذه هى الإسكندرية العروس؟ أين تذهب الآن بعد كل ما كان؟ ستجمع أغراضك بالتأكيد وترحل كالوميض، ولكن القلب سيبقى حزينا مالبث الحال هكذا، هل هناك أمل بالتغيير؟ هذا لا يعلمه إلا عالم الغيب!!!!!!!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة