القارئ مصطفى العافى يكتب: إلى "قارون" الشعر... وعبَدة "الحرباء"

الأحد، 24 يناير 2010 10:15 ص
القارئ مصطفى العافى يكتب: إلى "قارون" الشعر... وعبَدة "الحرباء"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المنّان هو الله، يمنّ على مَن يشاء بما شاء وكيف شاء. لكن.. لماذا يصطفى اللهُ مَن يمن عليهم؟ وما ماهيّة المَنّ؟ وماذا يجب على من يمن الله عليه؟.

هل هو التعالى والكبر.. لأنه أتى بصنيع على غير مثال؟..أم أنه الاصطفاء؟. فالاصطفاء نقاء.. نقاء السريرة، نقاء الكلم، نقاء الهدف، نقاء الودّ والعشرة والمؤاخاة. إليكم يا من منّ الله عليكم واصطفاكم كى تكونوا جنوداً تحرسون الحِمى، وتذودون عن أمتكم ودينكم وتبهرون بالتصويرات الرائعة خيال الغاوين.

إليكم يا مَن اعتليتم منابر اللغة وأحكمتم القبض على الأنجم فى السماء. إليكم يا من وجب عليكم أن تطلقوا من فوّهات أقلامكم رصاصات الصدق والحق لتجهضوا أحلام أعدائكم.. لا فى مهدها.. بل فى أرحامها.

إليكم يا من رفعتم أنّات ذاتكم على آلام أمتكم، إليكم يامن أجهدتم أنفسكم فى رصّ البيوت ورفع أعمدة القصيد لتعلو عنان البيان إذ تتخفّى وراءها أطماع أهوائكم فى اعتلاء عرش الشعر، الذى جُوِّفَتْ قوائمُه، لتتراقص فى ساحته فرسان من ورق!!.
تغرى خيولَهم حزمةٌ من طعام الجوع إذا ما جادت به يدى أعدائهم.

فيا للعجب.. ونحن نرى هؤلاء المتشدقين المفوَّهين يبنون بطولاتهم الأبجديّة التى ما لبثت أن امتلأت بالأخطاء "المطبعية"..أقصد "الطباعية" أو بتلك البقع التى خلّفتها دماء زيفهم على بياض الصفحات وسطور الحياة التى ضاقت بما تحمله من خِواء المشاعر وكذب العيون ونفاق "سنون" أقلام هؤلاء الذين يقبعون فوق متاكىء عكاظ، فقد ضاق السوق بتجّاره.

فالبضاعة فاسدة، وإن بدت فى أجمل أغلفتها بيدَ أنها غير صالحة للارتقاء بالذّائقة الآدمية.. وكفانا شعراً.. كفانا كبراً.. كفانا خَواءً وشيوخاً ودراويش.. نُزعت ورقة التّوت فانكشفت سوءاتكم.

إلى كلّ قارون ألّه ذاته ليخدع قومه أو ليقبلوا "رأس قلمه" عبيداً يسبحون بموهبته.
إليك يا من قلت:" إنّما أُوتيتُه على علمٍ عندى".. لا تخدعنّك ألحانُ البحور أو لألآتُ الصور أو تأنقُ الكلماتِ، فالحرباء تتباهى بألوانها وتتماهى بأطيافها، بيد أنّ لسانها لم يخفِ ما تضمره من سمِّ فى أحشائها. وإليكم يا من تقدّسون حرباءَكم.. كفّوا عن ترتيل أورادكم فلا والله ما علت كلمة عنان السماء قبل أن تغرس فى الأرض جذور خيرها وقبل أن يسعد الناس بثمارها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة