القارئ د. عادل الليثى يكتب: أسماء وألقاب

الأحد، 24 يناير 2010 05:40 م
القارئ د. عادل الليثى يكتب: أسماء وألقاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل بلاد خلق الله تسمى الأشياء بمسمياتها الطبيعية...إلا نحن ... فمثلا نقول الفنان فلان ولا نقول الممثل أو المطرب فلان ... هكذا فى المطلق ... وتصل المسألة إلى أن نطلق ألقاب صارخة كالنجم ، نجم النجوم ، الزعيم ، الأستاذ ، العالمى للتلميع المجانى ... أليس الرسام أو المصور التشكيلى فنانا ....أليس السينارست فنانا أو ليس المخرج فنانا ... أليس المؤلف الموسيقى أو العازف الموسيقى فنانا .... كلمة فنان هى تعبير واسع فضفاض مطلق يضم كل مجالات الفن .... ونقول أيضا الكاتب الكبير فلان بدلا من الكاتب فلانونترك بعد ذلك التقييم للناس ... يعتبرونه كبيرا أو لا.

ألا نعرف أنه ... يعتبر ذلك فرضا للتقييم على المقيم الأصلى وهو المتلقى ... ألا يعد هذا ترسيخا لطريقة المبالغة فى التفكيروالابتعاد عن الواقع الحقيقى .... ألا يغذى هذا ظاهرة الشخصنة التى هى أحد أهم عيوب طريقة التفكير المصرية ... أن تترك الفكرة لا تناقشها وتمسك بتلابيب الشخص ... أو تقدسه باعتبار أنه لا ينطق عن الهوى ... واحدة من الاثنين حسب الأحوال ... حيث تجعل من ناس بعينهم معصومين من الخطأ والبعض الآخر شياطين... ألا يعتبر هذا ضد التقييم الموضوعى للناس والأشياء.

الكلمات
من جانب آخر ومن باب المبالغة أيضا .... فإما الشيء لدينا قوى جدا جدا جدا .... أو ضعيف جدا جدا جدا ....مثلا .... ولا يوجد عندنا قوى أو ضعيف ... كويس أو وحش.... لايوجد.... فتخيل لو أننا جمعنا كل كلمة ( جدا ) الزائدة عن الحاجة الموضوعية فى اليوم الواحد فى كل ما يكتب أو يقال فى مصر لحصلنا على تلال منها ووقت ضائع كبير ... والأدهى من ذلك فإن كلمة ( جدا ) عندما تضاف فى بعض الأوقات تخرج المعنى عن ماهو مقصود منه ... فمثلا نقول .... " لا يجب أن نأكل كثيرا جدا وإلا حدث كذا وكذا"... كما لو أننا لو أكلنا كثيرا ( فقط ) لايحدث شيء .... لاحظوا التليفزيون وسوف تعرفون أن ما أقوله صحيح .

الأسماء
نحن هنا نسجل ظواهر ونريد أن نبحث لها عن معنى أو سبب أو طريقة للخلاص منها لو أمكن إذا كانت مؤذية.... من ظواهر الكلمات... الأسماء ... فبعض الملاحظات تسجل أن موجة التدين الشكلى عند كل المصريين مسلمين ومسيحيين وما ينتج عنه من مجالات مغنطيسية تنافرية تجعل أسماء المسلمين تتقوقع حول الأسماء العربية أى التى لها مرجعية دينية وكذلك المسيحيين يتقوقعون حول الأسماء اليونانية الرومانية أو المصرية القديمة أى التى لها خلفية دينية كذلك.... بدلا من أن يركز الإثنان فى الأسماء المشتركة... هذه معروف سببها ولن يتم الخلاص منها إلا بمزيد من الحرية فى المجتمع .

من جهة أخرى... كلنا يعرف ويشعر أن أحوالنا ليست على مايرام... وأننا نريد تغييرها إلى الأحسن... وأن حكامنا الحاليين يعرفون ولكنهم (مطنشين) بل يقاومون هذه الرغبة والعمل من أجلها فى نفس الوقت.... ومع ذلك نخاف ونحرص على أن تسبق أسماءهم ألقاب السيادة والفخامة... ونخشى أن نقول أسمائهم (حاف) بدون ألقاب... كما أنا الآن خائف أن أذكر أمثلة حتى تنشر هذه المقالة.. رغم أن أسماء الرؤساء فى كل وسائل الإعلام فى العالم تقال فى معظم الأحيان بدون حتى الوظيفة طالما أنها معروفة للكافة... ولا تُذكر الألقاب إلا عندما توجه كلامك للرئيس نفسه أو تكتب له ...

وطالما نحن فى مجال الأسماء تعالوا نرى الأسماء التى يطلقها المصريون على الأشياء .... الطبيعى أن تكون هناك علاقة ما بين الاسم والشىء ... أو يكون الشخص صاحب الإسم قدم إنجازا كبيرا فى مجاله ... أو يكون الشخص قدم تضحية كبيرة من أجل الوطن ، مثل الشهداء.... أو تكون شخصية تاريخية من المفيد تذكير الناس بها.... وعموما يجب أن يكون إطلاق اسم الشخص على الشيء بعد وفاته حتى لاتكون هناك شبهة تحيز أو نفاق أو تأثير من أى نوع.... كل هذا لايحدث فى مصر الآن.. فمثلا تطلق أسماء أشخاص تاريخيين لا يعرفهم الناس أو أن مساهمتهم فى التاريخ كانت وقتية... هذا من جانب ومن جانب آخر يطلق أسماء أشخاص أحياء على أشياء... وفوق ذلك فإنهم لم يقدموا أى شيء جديد فى مجالهم بل على العكس ربما أفسدوا وخدموا أنفسهم وخدموا السلطة... وربما خرجوا بفضيحة فساد أو ما شابه ذلك... فيكون نفوذ الشخص هو سبب إطلاق اسمه على الأشياء وليس أى سبب مما ذكرناهم عاليه..... وبما أنه هذه هى القاعدة فنجد أن الرئيس مبارك صاحب أكبر نفوذ فى مصر يحظى بأكثر الأسماء المستعملة فى تسمية الأشياء .... شوارع بعدد مدن مصر ... مدارس مكتبات قومية مشاريع إسكان مستشفيات استوديوهات ... هل هذه ظاهرة صحية ؟... أترك الحكم لكم .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة