صدر كتاب "الجبتانا.. أسفار التكوين المصرية" عن دار روافد للنشر، وهو مدونة شعبية دينية تحكى قصة الشعب المصرى، منذ نشأته على ضفاف النيل، وجمع تلك الأسفار مانيتون السمنودى (270 ق.م).
ويؤكد محقق الكتاب على على الألفى، فى مقدمته، على أهمية الكتاب، موضحاً أن لمانيتون متنين، الأول "إجبتياكا"، وهو تاريخ للأسر والملوك، اعتمد عليه المؤرخون الكلاسيكيون ونال شهرة واسعة، أما المتن الثانى فهو "إجبتانا" ويحكى بداية تجمع السلالة المصرية حول وادى النيل، وبدء ظهور الحضارة المصرية.
وعلى الرغم من تجاهل المؤرخين الكلاسيكيين لـ "الجبتانا"، إلا أنه كان نصا مقدسا حفظه مانيتون عن الكهنة الذين حفظوه عن أسلافهم، وأعاد مانيتون كتابتها، وكان يعتبرها وحيا إلهيا أحيانا، وأحيانا أخرى يعتبرها متونا قديمة سجلها قدامى المصريين على الألواح والجدران.
ولما استقرت المسيحية فى مصر، بعد عصر الشهداء، تمسك من بقى على عقائده القديمة بترديد الجبتانا كنص مقدس يربطهم بما يؤمنون به، وعندما دخل الإسلام واللغة العربية مصر، شعر المصريون بالخوف على اللغة المصرية وما يرتبط بها، فعادت الجبتانا إلى الظهور باعتبارها نصا مقدسا محسوبا على القبطية.
ويشير محقق الكتاب إلى أن الراهب أبيب، وهو من مواليد ستينيات القرن التاسع عشر، كان يحفظ الجبتانا عن ظهر قلب، ويلح على أن العبرانيين اقتبسوا الأجزاء الأولى من "الجبتانا" فى أسفار موسى وبداية العهد القديم، ونسجوا تاريخهم الخاص على منوال الأجزاء المتأخرة منها، ويبرر عدم اهتمام المؤرخين الكلاسيكيين بها؛ لأنها لا تتحدث عن الأسرات الحاكمة والملوك، بالإضافة إلى أن السيطرة اليهودية على مكتبة الإسكندرية القديمة، أغفلت الجبتانا عن عمد؛ لإبعاد المتخصصين عن المتن الذى اقتبست منه التوراة.
ويؤكد المحقق، فى ختام مقدمته، على أن "التنقيب فى تلال البرديات الديموطيقية والقبطية فى متاحف العالم يؤدى إلى الكشف عن كنوز مصرية مذهلة، ولعل الكشف عن هذه الكنوز، ومنها الجبتانا، يعيد لنا ثقتنا بأنفسنا، ويجعلنا نؤمن بأن هذه الأمة تستحق حياة أفضل وحرية حقيقية فتستقيم الأمور".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة