رأيتُ الديمقراطية َفى المنام ِ، بيضاءَ البشرةِ، وشعرُها حرٌّ على كتفيها العاريين، كان ظهرُها لى، مع هذا كنتُ أسمعُها بوضوح- فى لكنتِها الإنجليزية- وانتظرتُ حتى تستديرَ إلا أنها لم تفعلْ، ولا أنا فكرتُ فى الذهابِ إلى الجهةِ التى كانت تطِلُّ عليها حيث ُالملايين من المراهقين مسحورونَ بصوتِها، لم تكن تغنـّى ولا ترقصُ، فقط تتكلمُ، وابتسامتـُها ساحرة ٌللغاية ـ هكذا خمّنتُ ـ ذلك أن أطفالا كثيرين راحوا يقتربون منها ويمسكون بطرفِ ثوبـِها الأبيضِ فتعبثُ فى شعرهم بأصابعها النحيلة، حسدتُ الأطفالَ وبلعتُ ريقى فاستيقظتُ، ولم يكن ِالفيلمُ الأجنبى قد انتهى بعدُ، إلا أن البطلة َـ بشعرها الحرِّ ـ ذكرتنى بالحلم من جديد، وقد كانت ابتسامتها ساحرة هى الأخرى، وكتفاها عاريين أيضا، لكنها لما انطلقت وصديقـها فى نزهةٍ لم تعبثْ فى شعر طفلتِها بأصابعِها النحيلةِ، الأمرُ الذى نبَّهَنى إلى أنَّ البطلة َـ التى نسِيَتْ أن تغلقَ النافذة َـ ليست هى الديمقراطية، ولمّا كانتِ السماءُ صافية َالزرقةِ ـ من فتحةِ النافذةِ ـ راحتِ الطفلة ُ تتأمَّلـُها بنهم ٍ حتى طارت إليها، فى الطريق إلى السماءِ تحوَّلتِ الطفلة ُإلى فراشةٍ بيضاءَ، ولمّا وصلتْ إليها كانت قمرًا، قمرًا فضيـًّا حزينـًا، يطلُّ على العشبِ والجبال والضحايا المسلمين!