أشاد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناع استشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بالدور الذى قامت به جريدة اليوم السابع فى مواجهة أنفلونزا الخنازير، وخاصة الموقع الإلكترونى، وكيف وفرت بشكل متواصل كافة المعلومات عنها من خلال أطباء متخصصين، فضلا عن كافة المعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية، والهيئات الأوروبية والأمريكية والكندية الرسمية، والمجلات العلمية، والجمعيات العلمية الرصينة، مثمنا قسم الصحة الجديد التى أضافته الجريدة على موقعها لتفعيل الخدمات الصحية فى وقت لعبت فيه شائعات الجهل دور التأثير السلبى على المواطنين.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى فى مؤتمر "دور المجتمع المدنى فى مواجهة التداعيات البيئية للأمراض الفيروسية" ببيت القاهرة للبيئة الذى نظمته مؤسسة حقوق الإنسان للتدريب والتنمية المستدامة (إنصاف) من خلال ورقة عمل تقدم بها الدكتور بدران تحت عنوان "المحاذير من التهوين والتهويل فى أنفلونزا الخنازير".
وقال بدران إنه "لم يتم تثقيف الأطباء والممرضات والصيادلة والمدرسين ورجال الدين لتأكيد أهمية التطعيم، حيث إنه لم تتوفر لغالبية الأطباء خاصة، أى معلومات عن هذا الوباء من قبل.
ورصد بدران المردود الاجتماعى لإلزام أولياء الأمور بتوقيع إقرارات الموافقة على التطعيم قائلا "الإلزام جعلهم يفسرون أن الدولة تتهرب من المسئولية وتحملهم مسئولية ما يحدث، مع أن الدولة وفرت التطعيم بالمجان، وكان البعض يفضل توفير التطعيم بمقابل حتى يقتنع بأهمية التطعيم، حيث إنه أحياناً عندما نمنح الدواء مجاناً للمرضى يهملونه ولا يتناولونه، ولكن عندما يدفع المريض قدراً يسيراً ولو جنيهات (لا تساوى 1% من الثمن الفعلى) يصر على تناول الدواء حتى فراغ العبوة تماماً.
وأشار بدران أيضا إلى أنه لم يكن هناك دور للأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى فى موضوع التطعيمات قائلا "لم تتدخل الأحزاب أو هيئات المجتمع المدنى فى حلبة التطعيمات"، ولم تعقد مؤتمرات علمية كبرى فى مصر تتناول الحقائق أمام الجميع.
وشدد بدران قائلا "ألا يكفى 240 نعشا، هل ننتظر موت عدة آلاف لنتحرك احتراما لشهداء معركة أنفلونزا الخنازير ضحايا الجهل، لن نلوم إلا أنفسنا! على فضيحة الشائعات، التى سوف يفسرها العلماء فيما بعد على هشاشة الثقافة المصرية وعودتها لعصور الظلام إبان العصر العثمانى"، ورد على شائعة أن التطعيمات إهدار للمال العام، بعرض فيلم يبين أن الأمريكيين كانوا ينتظرون 8 ساعات للحصول على التطعيم، وأن بعضهم ظل ثلاثة أيام يقف فى طوابير التطعيم التى كانت تبدأ منذ الفجر.
وطالب د.مجدى بدران بتطعيم الأطفال إجبارياً إلا لذوى حساسية البيض أو حساسية للتطعيمات أو الجارامايسين، وضرورة عقد ندوات تثقيفية للرافضين فأولادهم هم فلذات كبد مصر، وأهمية دور الأحزاب والمجتمع المدنى ورجال الدين وأولياء الأمور فى تحفيز المجتمع على التطعيم، وأعطى بدران مثلا بأحد التلاميذ فى مدرسة سانت فاتيما الحجاز الابتدائية وعمرة 11 عاما، حيث قام بتشجيع زملائه على التطعيم وكان أول المطعمين فى مدرسته لأنه استطاع أن يفهم ويعرف ماذا تعنى أنفلونزا الخنازير.
صاحب الندوة عرض مجموعة من الأفلام التسجيلية منها "تطعيم ابنتى أوباما ضد أنفلونزا الخنازير"، وفيلم "مطاردة مثيرة لفيروسات أنفلونزا الخنازير"، و"كيفية غسل الأيدى للصغار والكبار"، كما تم عرض بعض الأغانى الفيديو كليب مثل أغنية (اغسلوا إيديكم للبعد عن السواين فلو)، وأغنية "حتى لا تصبح العطسة قاتلة"، ثم "ساعات انتظار للحصول على التطعيم".