القارئ عمرو عماد يكتب:استطلاعات الرأى العام فى مصر.. رؤية مختلفة

السبت، 23 يناير 2010 02:19 م
 القارئ عمرو عماد يكتب:استطلاعات الرأى العام فى مصر.. رؤية مختلفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن الرأى العام الصادق يشكل قوة محركة لكل نشاط أو فكر، ويكون بمثابة مرآة ترى بها الشعوب آثار جهودها واتجاهاتها الفكرية والعلمية والاجتماعية والسياسية على المواطن، ومدى نجاحها فى توفير حياة كريمة للمواطنين فى كافة المجالات.

ومن هذا المنطلق أقام المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة مؤخرا ندوة بعنوان: "كيف يفكر المصرى المعاصر من واقع الدراسات الميدانية" تحدث فيها د. فيصل يونس أستاذ مقرر لجنة علم النفس، وأدارها د/قدرى الحفنى أستاذ علم النفس جامعة عين شمس فى حضور باحثين وأساتذة فى العلوم النفسية والإعلامية وناشطين وإعلاميين من مختلف المجالات للتحدث عن مسار فكر المصرى المعاصر فى إطار الأزمات، والمشاكل التى تعيشها مصر، وأشارت الندوة إلى أن بحوث الرأى العام فى مصر تواجه صعوبات تمويلية، فهذه البحوث ذات تكلفة عالية قد تعوق إتمامها، بالإضافة إلى الصعوبات الأمنية الكبيرة التى تعوقها حيث تحتاج لتصريحات وموافقات من جهات متعددة، و أنه يجب أن تتم بحوث الرأى العام بإشراف وتمويل جهة خاصة أو محايدة لتنشر نتائجها على نطاق واسع وحتى تتجنب الصعوبات الأمنية التى قد تواجهها، كما أشارت إلى أن هناك ثلاث عقبات منهجية تواجه الدراسات الميدانية فى مصر تتمثل فى ثقافة ولغة الاستبيان، فليس هناك ثقة بين من يقوم بالاستبيان وبين الناس ليبيحوا عما فى نفوسهم ما بين جهل بها وبين خوف من الجهات الرقابية، لذلك على القائمين بالاستبيان تنمية الثقة و مهارات الحوار بينهم وبين الجمهور، كما أن هناك تبايناً بين الرأى الذى يبديه الشخص وبين سلوكه الحقيقي، فمثلاً إذا سألت شخص ماهو رأيك فى عمل المرأة، ومعاملتها برفق يقول أنا أوافق على عمل المرأة ومعاملتها برفق، وإذا نظرت فى تعامله مع النساء فى حياته أو مع زوجته نرى عدم تطبيق رأيه الأسبق، وهذا أيضاً يعيق عمل استطلاع رأى صادق.

فى الوقت ذاته أكدت على دراسة مصداقية النتائج وأهمية التصدى للصعوبات الأمنية التى تعيق هذه الاستطلاعات، وأن العالم أصبح قرية صغيرة، وأن ما نخفيه اليوم تكشفه جهات أخرى على مرأى ومسمع من العالم كله.

نعم فالإعلام المزيف والمأجور والغير رشيد يعيق مصداقية بحوث الرأى العام فى العالم ويعيق التقدم ومعالجة المشكلات، سواء بخلط المفاهيم أو بإخفاء الحقيقة أو بتزييفها.
فعلى سبيل المثال بعض الإعلام الغربى يعطى صورة مغلوطة عن المسلمين والإسلام فينعكس ذلك على فكر الرأى العام.

وكذلك من يعطى صورة مشوهة للملتزم دينياً فى الدراما والصحافة العربية يشوه الرأى العام، وأيضاً من يحسن صورة المسئولين المخطئين يشوه الرأى العام، ومن يحاول تحسين صورة مذهب فكرى أو حزب معين وهو يخفى أغراضه الضارة بالمجتمع يشوه الرأى العام ويعيق التقدم.

ومن منطلق أهمية تكوين رأى عام صادق أقترح فكرة، لماذا لا تكون بحوث الرأى العام فى مصر يشارك فيها كل المصريين فى استفتاءات شعبية فى كل مناطق الجمهورية فى كافة المجالات التى تضمن حياة كريمة للمواطنين، محاولة لإشراك الشعب فى اتخاذ القرارات والنهوض بالمجتمع وتقييم الأداء، و تشرف عليها هيئة قضائية كما يحدث فى انتخابات مجلس الشعب مثلاً وتتم هذه الانتخابات فى النقابات، كل نقابة حسب مجالها فنحن بذلك لا نختار شخصاً ولكن نختار فكراً مؤثراً، يستطيع من خلاله أن يعمل أعضاء مجلس الشعب وأعضاء النقابة لصالح المواطنين من أجل تنمية المجتمع فكرياً واقتصادياً وعلمياً واجتماعياً.

ويجب على الإعلاميين والمفكريين وصانعى القرار النظر بعين الاعتبار لبحوث الرأى العام باعتبارها مرآة لفكر الشعوب وعلى كل مسئول أن يسعى بنفسه لمصداقية هذه الاستطلاعات.

* منسق إعلامى






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة