يتتبع المؤلف الأمريكى دوجلاس ليتل، الأطماع الأمريكية فى الشرق الأوسط ويرصدها فى كتابه "الاستشراق الأمريكى" الولايات المتحدة والشرق الأوسط منذ 1945، والذى قام بترجمته المترجم طلعت الشايب فى طبعة المركز القومى للترجمة.
ويؤكد الشايب فى مقدمة الكتاب إلى أن جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكى السابق قد ألمح فى حملته الانتخابية إلى تغير لون الخطر الذى يواجه الولايات المتحدة من الأحمر "الشيوعية العالمية" إلى الأخضر "الإسلام"، وهو ما اتفق مع دعوة مفكرين ومثقفين أمريكيين مثل برنارد لويس، وصموئيل هنتنجتون ودانييل باييس الذين اعتبروا الإسلام أخطر الأيدولوجيات الشمولية فى القرن العشرين.
ويشير الشايب إلى أن بوش الابن قد اعتقد أن السبب الرئيسى فى خسارة بوش الأب للانتخابات أمام كلينتون، هو عدم قدرته على تعبئة القاعدة المسيحية فى الحزب الجمهورى، ويقدم الشايب معلومات هامة عن المصادر التى ساهمت فى تشكيل وعى بوش الابن، ومنها كتاب "الحرب العالمية الرابعة" لنورمان بدهورتز، الذى أعطى وصفة صريحة للقضاء على المسلمين فى الداخل والخارج معتبرا عمل الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف بمثابة حرب عالمية رابعة، ومطالبا الأمريكيين بأن يقدموا للبيت الأبيض كل الدعم لتحقيق الانتصار فى هذه الحرب.
وذكر الشايب رأى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى خطاب أوباما فى القاهرة بأنه تغيير فى التعبير وليس تغييرا فى السياسات، وهو الذى يؤكد أن الغطاء القانونى والأخلاقى الذى استخدمه بوش الابن فى حربه ضد الإسلام، والتى أسماها الحرب ضد الإرهاب، قد فشلت ووصلت إلى طريق مسدود، حيث أكد هيكل أن أوباما قد جاء بحثا عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى.
ويختم طلعت الشايب مقدمة الكتاب مشيرا إلى أن خطاب أوباما فى القاهرة كان تنويعا على لحن أساسى هو الاستشراق الأمريكى المؤسس على أسطورة أمركة العالم، كما قال تيودور روزفلت عام 1898.
الكتاب يحوى 9 فصول يرصد المؤلف عبرها السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط، وخططهم الأولى لأمركته، وصراعات النفط وخطط تقسيم الآبار منذ عام 1900 وحتى 1941، والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والعلاقات الأمريكية بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكيف استقبلت فكرة القومية العربية، والأدوار التى لعبتها أمريكا فى العراق وليبيا وإيران، وعلاقتها بالثورات العربية فى العراق، وليبيا.
وتحتوى الطبعة التى ترجمها الشايب على تحديثات كثيرة وإضافات قام بها المؤلف دوجلاس ليتل فى الفصول 7، 8، 9، حيث تناول فيها فشل إدارة بوش، وقارن بينها وبين حرب الخليج وحرب فيتنام، كما قام المؤلف بحذف الاستنتاجات التى عفا عليها الزمن، ووضع بدلا منها فصلا جديدا تناول حرب الولايات المتحدة فى العراق، ومواجهة أمريكا للإسلام ، كما يكشف فيها المؤلف عن تأثر بوش بالمفكر برنارد لويس الخبير البارز بشئون الشرق الأوسط، والذى وضع كتاب " أين الخطأ؟ ضمن فيه أفكاره المتشددة تجاه الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة