فيما يعد إعلانا عن مرحلة جديدة بكل تفاصيلها، اعتبر قيادات جماعة الإخوان أن تعيين د. محمود حسين أمينا عاما للجماعة بدلا من د. محمود عزت المعروف بـ"ديناموا ومحرك الجماعة" بأن المرشد الجديد د. محمد بديع يكشف عن استراتيجية جديدة ويريد وضع بصمته على مكتب الإرشاد.
ففى الوقت الذى اعتبرها فريق الإصلاحيين محاولة للتمويه وإعطاء صورة جديدة عن الجماعة بعد أزمة الانتخابات، ذكر آخرون أن الأمر لا يزيد عن كونه تغيير أسماء وأن عزت سيظل المتحكم الرئيسى والفعلى فى الملفات الهامة، وذكرت قيادات الجماعة أن هذا التغيير هو سنة الحياة وسير على مبدأ أرساه مهدى عاكف المرشد العام الذى ترك منصبه مؤخرا كمرشد عام.
وأوضح خالد داود القيادى بالجماعة أحد مؤسسيها فى الإسكندرية أن التغيير مطلوب فى هذا المرحلة ، إلا أنه تخوف من أن يكون التغيير فى الأسماء دون الفعل العملى ، مشيرا إلى أن المرشد الجديد لديه تصور واضح عن أبعاد الأزمة ويريد أن يخفف حدة الاعتراضات الموجهة للجماعة، والاستفادة من خبرة محمود عزت فى ملفات أخرى.
وأكد د. محمود حسين فى أول تصريح له عقب توليه منصبه- الذى عرف به قبل ساعة فقط تقريبا من إعلان المرشد- بأن توزيع المهام والملفات يتم بالتوافق بين أعضاء المكتب والمرشد العام، نافيا أن يكون اختياره للواجهة ليكون د. محمود عزت هو المتحكم واللاعب الرئيسى لتحريك كل الملفات، مشيرا إلى أن التكليف بمنصب لا علاقة له بتقديم أو تأخير أى عضو بالجماعة ، مضيفا أن الدكتور عزت عضو فاعل ونشيط منذ اختياره عضوا بمكتب الإرشاد.
وأوضح حسين أنه مازال يبحث عن ترتيب أمر استقراره بالقاهرة خاصة وأنه لا يملك سكنا حتى الآن فى العاصمة ، وأن مهام منصبه تتطلب التواجد أكثر قريبا من مقر مكتب الإرشاد باعتبار أن أولويات عمل الأمانة العامة هو ترتيب اجتماعات المكتب الدورية وتجهيز الملفات فى بعض الأقسام، قائلا إن الأمر لا يوجد فيه تغيير كبير غير المسميات وأن جميع الأعضاء متساوون ، وحول ما إن كان سيكون هذا تمهيدا لتولى د. محمود عزت منصب النائب الأول ، قال " لا تعليق".
فيما أوضح د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد أن تعيين د. محمود حسين هو تقليد جديد وضعه المرشد السابق مهدى عاكف أن تكون رسالة التغيير وعدم احتفاظ أحد بمنصبه أكثر من مدة أو اثنتين ، وأضاف أن هذا التعيين يؤكد خطاء جميع التحليلات والربط بين د. محمود عزت وما حدث وتولى د. بديع لمنصبه ، كما يؤكد أن هناك ديناميكية جديدة فى الجماعة وتسرى فيها روح التغيير ، كاشفا أن المرشد أخذ القرار منفردا وتم استشارة الأعضاء بعد طرحه الفكرة ، لكنه لم ينف أو يؤكد أن كان الأمين العام السابق له يد أم لا فى القرار.
ومن جانبه أوضح د. أسامة نصر عضو مكتب الإرشاد أن صلاحيات التعيين واختيار أعضاء هيئة المكتب والنواب للمرشد فقط ، وهو صاحب الحق فى هذا ويستخدم صلاحياته بدون تدخل ، إلا أنهم يشاورون فى بعض التفاصيل وتم عرض أمر د. حسين على المكتب أثناء اجتماع المكتب أمس ، إلا أن المرشد طلب أنه سيعلن بطريقته وفى الوقت المناسب.
وفى تعليقه على التغيير الجديد أكد مهدى عاكف المرشد العام السابق أن هذا تقدم وخير للأعضاء والمرشد ، وأنه يتمنى لهم التوفيق ويتمنى أن يسيروا على نهج التغيير ، مضيفا أن لديه ثقة كبيرة فى الأعضاء الجدد والإخوان الذين يستكملون المسيرة على أعلى مستوى.
وحول الموقف من د. محمد حبيب نفى جميع القيادات أى علاقة بين تعيين د. حسين ومحاولة استرضاء د. محمد حبيب النائب الأول المستقيل ، إلا أن بعض المقربين أكدوا أن ما حدث إما أن يكون إعادة ترتيب مكتب الإرشاد بشكل يسمح بتولى د. محمود عزت النائب الأول وإدخال د. محمد حبيب فى ترتيب الوضع الداخلي، بينما ذكر آخرون أن اختيار د. حسين يعنى أن د. محمود عزت هو المتحكم الرئيسى فى ملف الأمانة العامة والتى تعد المنصب الثانى بعد المرشد وبيد مسئولها جميع الملفات الهامة خاصة العضوية والمكاتب الإدارية وتوزيع الأقسام فى جميع المحافظات والمكتب العام.
إبعاد عزت عن منصب الأمين العام.. البعض اعتبره تجديدا للدماء وآخرون وصفوه بالتمويه ومحاولة لتحسين صورة الجماعة بعد الأزمة الأخيرة.. وقيادات الإخوان قالوا إنها بصمة بديع لإعادة هيكلة مكتب الإرشاد
السبت، 23 يناير 2010 09:59 ص