الحلم بتحدى الواقع كان دوماً ما يراود "رضا عبد الحليم" البالغ من العمر( 35عاما)، فرغم معاناته من كونه قصير القامة، إلا أن ذلك لم يجعله يشعر يوماً بالخجل، إذ قرر أن يعمل، ويثبت للجميع أنه قادر على العطاء، حتى عمل فى تصليح الأحذية لأنه لم يتمكن من العمل سوى فى تلك المهنة، حتى أتقن العمل واستطاع أن يجذب أنظار كل المحيطين، إلا أن إصابته بمرض السرطان جعلته يتعرض لهزة شديدة، خاصة بعدما أكد له الطبيب المعالج أن حياته لن تتجاوز الثلاثة أشهر سيفارق بعدها الحياة.
هنا شعر رضا أن العالم يسقط من تحت قدميه، وأن الموت بانتظاره، خاصة بعدما طرده صاحب العمل بعد معرفته بمرضه. وهنا قرر أن يثبت للجميع أن المرض ليس اختيارا وإنما مشيئة إلهية نافذة لكن الصمود أمام هذا المرض بالتأكيد سيكون اختياريا.
بعد طرده من العمل قرر أن يقيم مشروعاً يكون خاص به بإمكانيات بسيطة فى حدود إمكانياته، وبالفعل قام بما أراد فقام بفتح كشك لبيع الحلويات، وقرر ألا ينام، ويتابع مع الطبيب يومياً كيف يمكن أن يتجاوز المرض ليثبت للجميع أنه قوى رغم ظروفه الصحية، فنفذ ما أراد وعمل بالشارع يومياً لمدة تصل لعشرين ساعة حتى يوفر المال للعلاج ومتطلبات حياته اليومية، حتى أبلغه الطبيب أن المرض بدا فى التلاشي، وأن حالته الصحية باتت أفضل فقرر أن يخرج يومياً فى الصباح الباكر ليمارس رياضة الجرى شيئاً فشيئاً شعر أن صحته بدأت فى التحسن، وسرعان ما أكد له الطبيب المعالج أنه تماثل تماماً للشفاء.
فور خروجه من الأزمة قرر أن يخصص جزءا من دخل مشروعه فى إقامة العديد من الجلسات التى يجلس فيها مع الشباب، ليعرفهم كيف يتجاوزون المرض، حتى تمكن من مساعدتهم على التعايش مع المرض، فلقب بمنطقة" شبرا" بـ "أبو السرطان"، وبات قدوة لعدد من الشباب يساعدهم فى تجاوز أزماتهم شيئاً فشيئاً، والآن لا يردد سوى شعار واحد فى حياته وهو (شكراً للمرض الذى عرفنى معنى الحياة).
رضا عبد الحليم
"أبو السرطان" بشبرا يتحدى المرض بالرياضة والعزيمة
السبت، 23 يناير 2010 09:26 م
رضا عبد الحليم بعد نعمة الشفاء<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة