د.عبد الحميد عمران

نضال مالك حسن وحق الدفاع عن النفس

الجمعة، 22 يناير 2010 07:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب قيام الطبيب النفسى نضال مالك حسن، الضابط بالجيش الأمريكى ذى الجذور العربية، بإطلاق النار على عدد من زملائه الجنود الأمريكيين فى قاعدة فورت هود العسكرية قبل سفرهم إلى أفغانستان، متسببا فى مقتل 13 منهم وإصابة أكثر من 40 آخرين منذ فترة وجيزة، سارعت العديد من المؤسسات والمنظمات العربية الأمريكية إلى استنكار الحادث والتبرؤ مما قام به نضال، مهدرة بذلك القيمة الوطنية والمعنى السياسى لما حدث بطريقة رخيصة.

إن الطبيب نضال - وهو من أصل فلسطينى - كان متوجها ضمن وحدته إلى العراق أو أفغانستان أو حدود قطاع غزة الحزين، وهى دول عربية إسلامية تبعد عن أمريكا أكثر من 6000 كيلومتر ، ومهمة وحدة نضال العسكرية لم تكن سلمية بطبيعة الحال، فهى ليست مهمة لبناء المستشفيات ودور العلاج لتقديم الرعاية الصحية لمن يحتاجون إليها فى هذه الدول، وليست طبعا المساهمة فى شق الترع وبناء الجسور لتطوير الزراعة، وليست هى فى تمهيد الطرق ومد شبكات السكك للنهوض بالاقتصاد، لكن المهمة هى فى كلمة واحدة: القتل، نعم القتل والقتل فقط، سواء فى شوارع بغداد أو قرى وزيرستان أو أنفاق غزة..

نعم قتل ثم قتل ثم قتل، قتل مواطنى هذه الدول العرب والمسلمين، وتقديمهم قرابين إكراما لعيون إسرائيل وتأكيدا للهيمنة الأمريكية الباراكية الأوبامية على مصائر وثروات الدول العربية والإسلامية فقط دون غيرها من دول العالم، تحت سمع وبصر وبموافقة ومباركة حكام هذه الدول المنبطحين.

فى ظل هذا الجو من العداء للعرب والمسلمين، وفى ضوء معرفته لما حدث ويحدث من الجنود الأمريكيين، قام بما قام به كرد فعل تلقائى نفسى، علما بأن الأطباء النفسيين هم بشر مثلنا، وليست لديهم مناعة مهنية مكتسبة ضد الانفعالات البشرية.

لقد هالنى مسارعة المؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية إلى استنكار ما حدث والتنصل منه ! لماذا لا يكون موقفها هو تحليل الأسباب التى دفعت نضال إلى ذلك وما كان يعانيه من ضغوط نفسية، وهو يرى بنى وطنه ودينه مسحوقين فى الضفة الغربية تحت حكم حكومة عباس العميلة أو محاصرين فى قطاع غزة بين مطرقة العدو الإسرائيلى وسندان الصديق المصرى.

لماذا لا نوضح للأمريكيين أنه لولا انحيازهم الأعمى لإسرائيل ، وظلمهم وعدائهم الغير مبرر وغير العادل للعرب والمسلمين، لما كان نضال مالك ولا كان أسامة بن لادن ولا محمود عطا ولا الزرقاوى، الذين هم فى ظن الكثيرين ليسوا مجرمين كما تدعون، وإنما هم أبطال تحرر وطنى مهما قلتم ومهما ادعيتم، والدليل كان فى 11 سبتمبر.

متى يفيق الأمريكيون من المخدرات الإسرائيلية ويفكرون بأنفسهم لأنفسهم ولصالحهم بعيدا عن السيطرة الإسرائيلية .. ولو مرة واحدة؟!

* لواء أركان حرب متقاعد – خبير استراتيجى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة