◄◄محامى الكنيسة: تركت وظيفتها فى الهندسة وتعيش بين أبنائها وخدمة الكنيسة
لم تنس مصر كلها تلك الليلة من شهر ديسمبر 2004 عندما تحولت سيدة شارفت على الخمسين من عمرها إلى عنوان رئيسى فى وسائل الإعلام، بعد أن أشعلت قصة تحولها إلى الإسلام، ثم عودتها إلى الكنيسة حرائق على الجانبين، بعضهم يصب لعنته على المسلمين الذين خطفوها، والآخر يصبها على الكنيسة التى أعادتها، وكلاهما غاضب على أداء الأمن الذى حاول جاهداً الإمساك بالعصا من المنتصف.
لكن غالبية المصريين لم يتذكروا شكل وفاء قسطنطين، ولا صوتها لأنها ببساطة لم تتكلم، ولا ندرى ما السبب فى فرض هذا السياج من السرية على السيدة.
إلا أن أحد المدافعين عن موقف الكنيسة وهو نجيب جبرائيل رد أمام النائب العام بعد أربع سنوات من الواقعة على بلاغ الشيخ يوسف البدرى بورقة يسميها وثيقة رسمية من نيابة عين شمس، موقعة بخط قسطنطين فى 2004 تؤكد فيها أنها «ولدت مسيحية، وستموت كذلك».
أما رمسيس النجار محامى الكنيسة، فيطالب من يقولون أنها قتلت، أن يأتوا بدليل، مؤكداً أن وفاء بخير، وصحتها جيدة وتمارس حياتها الطبيعية فى مكان ما، وهذا المكان ليس ديراً ولا منزلاً، لكنه آمن، وهى ليست راهبة وتقيم بين أهلها ومع ابنها مينا، وابنتها شيرى، تركت وظيفتها كمهندسة زراعية، ووهبت جزءاً كبيراً من حياتها لمراكز الخدمة فى الكنائس، ويضيف: «وقرار ظهورها فى يد البابا وحده».
فى حين يؤكد القس مرقص عبدالمسيح، كاهن كنيسة السيدة العذراء بحدائق القبة، أنه لا يعرف شيئاً عن وفاء، ولا عن مكانها، ولا عن كيف تعيش، وبأنه يعلم أخبارها مثل الجميع من بيانات الكنيسة وتصريحات رجالها، لكن خبرته بمثل تلك الأمور تجعله يؤكد أن العائدات إلى الكنيسة، تتسلمهن راهبات تحاولن ردهن إلى الطريق الصحيح، فيبقين فى الدير ما شاء لهن استعدادهن للاقتناع، ثم يتم تخييرهن بين ترك الدير والعودة إلى الحياة الطبيعية، أو البقاء فيه، فإذا كن فتيات غير متزوجات قد يخترن حياة الرهبنة، وإلا فقد تكرسن جزءا من حياتهن لخدمة الكنيسة.
والسؤال المطروح.. هل هذا ما حدث مع وفاء قسطنطين؟ ربما، لكن الحقيقة الوحيدة المؤكدة أن المنظر الأخير الذى شوهدت فيه وفاء قسطنطين حية ترزق، كان فى ديسمبر 2004 عندما سارت من بيت الفتيات المكرسات التابع للكنيسة بعين شمس، يحيطها عدد كبير من القساوسة والراهبات، لتختفى قليلاً داخل نيابة عين شمس، ثم تظهر مجدداً ليأخذها مرافقوها إلى دير وادى النطرون برفقة الأمن. اختفت وفاء منذ ذلك الحين عن الرأى العام، وبقيت سيرتها الأسطورية ككرة الثلج التى تعيش على الشائعات، والصمت المطبق، إلى حين.