يبدو أن سيناريو مسلسل «رجل لهذا الزمان» الذى يتناول حياة الدكتور «على مصطفى مشرفة» عالم الذرة المصرى تجاوز فكرة إلقاء الضوء على عبقرية ذلك العالم الذى لقب بأينيشتين العرب، وتناول بعدا آخر يتعلق بتجميل وجه الاستعمار الإنجليزى لمصر، فقد علمت «اليوم السابع» أن السيناريو يركز بشكل غير مباشر على فكرة أن مصر ومنذ بدء الخليقة طاردة للنابغين والمواهب، وأن نبوغ ذلك العالم الفذ لم يظهر إلا بعد تركه لمصر والتحاقه بجامعات لندن، ولم يكتف السيناريو بذلك لكنه يؤكد على إظهار البعد الحضارى للإنجليز فى تعاملهم مع مشرفة وفى المقابل نرى الجحود والنكران والإهمال لموهبة مشرفة من قبل الجانب المصرى بكل فئاته.
وعلى سبيل المثال نرى فى أحد مشاهد المسلسل مشرفة يكتب إلى صديقه محمود فهمى النقراشى أحد زعماء ثورة 1919 يخبره فيها برغبته فى الرجوع إلى مصر للمشاركة فى الثورة، وكان جواب النقراشى له: «نحن نحتاج إليك عالما أكثر مما نحتاج إليك ثائراً، أكمل دراستك فى جامعات إنجلترا فعلمك سيضيع لو جئت لمصر». وهناك أيضا مشهد يحاول فيه مشرفة بعد التحاقه عام 1920 بالكلية الملكية وحصوله منها عام 1923 على الدكتوراة فى فلسفة العلوم أن يعود لمصر لينهى حياته وينقل للأجيال الجديدة خبرته لكن حواره مع تشارلز المشرف على رسالته يؤكد له فيه أن عودته ستكون بمثابة نهايته وأن إنجلترا هو المكان الخصب لنبوغه. بالإضافة لإظهار الجانب الحضارى للمستعمر وأنه نقل مصر نقلة حضارية وأن خروجه كان بمثابة الانتكاسة لمصر وبعد خروجه ظهر التخلف والجهل والخرافات.
الكاتب محمد السيد عيد مؤلف المسلسل نفى تجميل المسلسل لوجه الاستعمار وقال: «العمل يتناول حياة الدكتور مشرفة بداية من نشأته فى مدينة دمياط ثم رحيله إلى القاهرة والسكن فى إحدى الشقق المتواضعة فى حى عابدين مرورا برحلته إلى إنجلترا بعد أن تم اختياره من قبل وزارة المعارف العمومية لبعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها».
وأوضح عيد أن مشرفة لم يهاجر إلى لندن ولكنه تعلم بها فقط ومساعدات الإنجليز له كانت نابعة من نبوغه العلمى ولا توجد مقارنة بينه وبين زويل فما حدث مع زويل لم يحدث مع مشرفة وأنه حتى أثناء وجوده بمصر كان مرتبطا بالحركة العلمية العالمية.
ورفض محمد السيد عيد الحديث عن نهاية الدكتور مشرفة التى لها روايتان الأولى أنه توفى فى 15 يناير 1950م مسموماً فى ظروف غامضة، وقيل إن أحد مندوبى الملك فاروق كان خلف وفاته والرواية الثانية هى أن جهاز الموساد الإسرائيلى كان وراء قتله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة