سافرت من مصر قبل 8 أعوام للعمل بالسعودية.. ودعت قبل أن أسافر والدى ووالدتى وأخوتى وأقاربى وأيضا ودعت وليم وسمير.. وليم وسمير جيران لى.. تربينا سويا فى بيتينا.. أكلنا من وعاء واحد.. نمنا فى سرير واحد.. تعلمنا بنفس المدرسة
لعبنا بنفس الحارة.. وجاء الوقت الذى كان لزاماً علىَّ أن أتوجه للمسجد للصلاة.. فدعوتهما للصلاة فرداً علىَّ بأدب "إحنا ما بنصليش زيكو".. قلت لهم "إحنا مين وإنتوا مين".. فأجابوا إحنا مسيحيين وأنت مسلم وإحنا بنصلى فى البيت والكنيسة وأنت بتصلى فى الجامع.. عدت لوالدى فحكيت له ما حدث وأنا تبدو علىّ الحيرة.. فأجابنى "كلامهم صح إحنا كلنا بنعبد ربنا بس كل واحد بطريقته".. قلت له "طب يعنى ما عنتش أروح عندهم ولا ألعب معاهم؟".. فقال "لا روح والعب واوعى تتكلم معاهم تانى فى موضوع الصلاة خليكوا أخوات وأصحاب فى كل حاجة إلا الصلاة".. لم يقل لى أنهم كفرة ولم يقولا لى أنكم كفرة.. فقط نحن مصريون وكل منا يتعبد بالطريقة التى يختارها.. أقول للمتشددين من الجانبين.. أليس لكل منكم أصدقاء أو زملاء أو جيران.. مسيحيون أو مسلمون؟.. هل تكرههم؟.. هل تتمنى زوالهم؟.. هل تحلم بتركهم البلد لك؟.. أليس من المسلمين من هم معجبون بشخصية مكرم عبيد وهانى رمزى وهانى سلامة ونيللى وأيضاً من المسيحيين من هم مغرمون بعبد الحليم وأحمد زويل وعادل إمام؟.. ديننا يقول "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن".. ودينكم يدعو للتسامح والصفح والغفران.. أرأيتم كم هما قريبان من بعضهما.. نحن الذين صنعنا الشقاق والخلاف.. سيتشدق الكثيرون من الجانبين ويتهم الطرف الآخر بأنه هو الذى بدأ وأنه هو المعتدى وأنه هو الظالم ولا يمنح نفسه الفرصة للسؤال وماذا كان دورى فى كل ما حدث؟.. هل رددت رداً جميلاً؟.. هل وقفت مع الحق أيا كان صاحبه؟.. هل رددت الباطل مهما كان مصدره؟.. السؤال الوحيد الذى لم يجب عنه الطرفان.. لمصلحة من كل هذا؟ فتش فى نفسك عن الإجابة وستعلم أننا جميعاً مجرد دمى وعرائس تحركها أيادٍِ خفية من الجانبين.. وفى الآخر آمل أن توصلوا سلامى لصديقاى وليم وسمير..
