إذا كان نصيب المصرى نصف كتاب فى العام فلا تتعجب أن يغنى للحشيش والحمار

منذ عشرين عاماً تقريباً كان نصيب الفرد المصرى من القراءة نصف كتاب فى العام.. بينما تقول آخر الإحصائيات أن الإنسان العربى لا يقرأ أكثر من ثلاث أو أربع صفحات فى الشهر الواحد.. وقيل إن نصيب الفرد العربى انخفض إلى أقل من صفحة واحدة فى الشهر!!.

بينما نصيب الألمانى 89 كتابا فى السنة الواحدة.. وأن الشعب السويسرى هو الشعب القارئ.. والغريب أن قمة مبيعات الكتاب فى الولايات المتحدة الأمريكية بلغت 24 مليار دولار فى عام 2000 أما الخطير أن سعر كيلو الشحن للكتب من مصر إلى الخارج هو 365 قرشا بينما سعر كيلو التصدير للخضار إلى الخارج 125 قرشا علماً بأن هذا غذاء الجسد وذاك غذاء للروح أما الذى دفعنى دفعاً للكتابة فى هذا الموضوع فهو أنى شاهدت امرأة مصرية تطلب حجز كتاب من إحدى المكتبات المصرية قيمته 125 جنيهاً مصرياً اعتبرته على الفور مرجعا هاما أو مخطوطا قديما من المخطوطات العلمية النادرة.. خصوصاً أنه توجد بالمكتبات عشرات الكتب الموجودة على الأرفف منذ سنوات لا تزيد قيمتها عن سبعة جنيهات.. حتى عشرين جنيهاً.. تتحدث عن التاريخ والفقه والدين والفلسفة وأمهات الكتب لمشاهير الكتاب والأدباء والعلماء لا يقترب منها أحد تعجبت وسألت المرأة المصرية قائلاً: هذا الكتاب باهظ الثمن.. هل هو من التراث القديم أو مرجع تاريخى هام فضحكت المرأة وقالت: إنه كتاب «فن الطهى» للشيف سعيد!!.

هنا تأكد لى سر انتشار ثقافة الفساد العربى ولماذا لا يقرأ الإنسان العربى أكثر من 6 دقائق فى العام مع أن المعايير الدولية نصت على ضرورة وجود مكتبة عامة لكل 6000 نسمة.. لم أنزعج عندما علمت أن العالم العربى يصرف 5 % من الدخل القومى لبلادهم على التعليم.. بينما تصرف إسرائيل 7 % على البحث العلمى فقط.. البحث العلمى وليس التعليم!! ولذلك حصلت على المركز الرابع عالمياً فى البحث العلمى!! بينما نصرف نحن العرب على قوات الأمن 50 % من الدخل القومى!! ولذلك انتشر الجهل وثقافة الفساد العربى بعد خنق الديمقراطية فى الأمة العربية.. قتلوها بنشر الجهل وصرف المليارات على قوات الأمن لحماية الأنظمة والمؤسسات الحاكمة وخنق الحريات عند شعوبهم والسماح بنشر الأغانى الهابطة والأفلام الفاسدة.. لقد انزعجت عندما سمعت أغنية عن الحمار وحب الحمار وليس الوطن وحب الوطن والعلم ومطرب آخر يروج للحشيش فى أغنية أخرى لنشر ثقافة الفساد!!.
على سليم
بورسعيد