◄◄ درست الخط العربى على يد أساتذة متخصصين ثم اختارت «شكسته» أحد أنواع الخطوط الفارسية لكى تكتب به على القماش
أميرة بشادى فنانة شابة لم يتجاوز عمرها 26 سنة، تخرجت فى كلية الفنون الجميلة قسم تصوير جدارى، وعملت فى ترميم الآثار الإسلامية والديكور، وهى من القليلات اللاتى يهوين الخط العربى، ولم تكتف بالهواية فقط، بل حرصت على دراسته أيضاً على يد أستاذ متخصص، والآن هى صاحبة مشروع جديد من نوعه فى هذا المجال، وتحلم بأن تملك يوما مدرسة خاصة بها لتعليم الخط العربى، تقول: «عملى فى مجال ترميم الآثار الإسلامية أعطى لى الفرصة لأن أشاهد الكثير من الشرائط الكتابية والتى عادة تكون على شكل آيات قرآنية أو قصائد شعرية معينة مثل قصيدة البردة المكتوبة على جدار فى بيت السحيمى، ولكن البداية الحقيقية كانت عندما كنت أنوى الذهاب إلى زفاف إحدى قريباتى، وكنت أتناقش مع صديقتى التى أصبحت شريكتى فى مشروعى اليوم فيما سأرتديه فى هذا اليوم، وفجأة قلت لماذا لا أكتب على الفستان بالخط العربى، ووقتها لم أكن أتخيل أن تتحول الفكرة إلى مشروع، وبعدها بدأت أكتب على الـ تى شيرتات بعض أبيات الشعر التى أحبها أو مقاطع من أغانى، فبدأ الناس يرونها ويعجبون بها ويطلبون منى أن أكتب لهم على تى شيرتات، ومن هنا بدأت الفكرة تتوسع.
وتتحدث أميرة عن أنواع الخط العربى فتقول: «الخط العربى فيه Fonts كثيرة جداً، أشهرهم الخط الديوانى، وخط نستعليق وهو نوع من أنواع الخطوط الفارسية والتى تستخدم كثيراً فى الشرائط الكتابية، وهناك أيضاً خط الثلث وهو أيضا من الخطوط المميزة، وعموماً الخطوط الفارسية مميزة جداً لأنها أقرب للرسم من الكتابة، وأحياناً تكون غير مقروءه أو صعبة القراءة ولكننا نعتمد فيها على الناحية الجمالية أكثر، هذا غير بعض الخطوط المستحدثة على الخط العربى وعادة يكون شكلها أقرب إلى المكعبات والأشكال الهندسية، والخط المفضل بالنسبة لى هو خط فارسى اسمه (شكسته) لأنه يشكل بطريقة هايلة، وبالمناسبة هو اسم مشروعى الحالى، اخترته اسماً لمشروعى أيضاً لأنه يعكس الهوية العربية للمشروع واسم جديد ومختلف.
وعن الصعوبات التى قابلتها قالت: «للأسف لا يتم تدريس الخط العربى فى فنون جميلة، لكن هناك «مدرسة الخط العربى» وهى الوحيدة التى تدرس هذا التخصص، لذلك فأنا درسته عند الأستاذ محمود إبراهيم وهو فنان عظيم وموهوب جداً، وهو الذى علمنى أصول هذا الفن وعرفنى على العديد من أنواع الخطوط المختلفة، أما أكثر صعوبة تواجهنى الآن فهى الوصول إلى الخامات الجيدة من القماش».
وتحكى أميرة عن تجربتها فى الرسم على الكمامات تقول: «الذين يعملون فى أى شىء متعلق بالملابس والموضة والديكور، لابد أن يتابعوا أى شىء جديد له علاقه بعملهم، والفكرة راودتنى وقلت لماذا لا نحاول أن نرسم على الكمامات لتشجيع الناس على ارتدائها، وعموماً الموضوع كله كان ظاهرة واختفى باختفاء الكمامات نفسها، وعموماً هى كانت فكرة طريفة ليس أكثر، وأنا كنت أريد أن أتفاعل مع الأحداث لكن ثقافة الكمامات ليس لها رواج فى مصر بشكل عام، وحاليا أحاول أن أبتكر أشياء أخرى بعيداً عن الأزياء، فقمت بتنفيذ أشياء متعلقة بالديكور مثل «الخداديات، وشابوهات الأباجورات» وشنط البنات، وشنط لاب توب، وشنط الموبايل، ونفسى أن تكون تصميماتى عصرية بدرجة لافتة وجاذبة للشباب ولغير الناطقين باللغة العربية، وأرى أن الإيرانيين نجحوا وتميزوا فى الخط العربى وتفننوا فى تشكيلاته أكثر من أى حد».
يقبل الكثيرون الآن على ما تنتجه أميرة من الرجال والنساء: «كثير من الرجال يطلبون منى أن أكتب لهم مقاطع من أغانى محمد منير مثلا، أو أن يكتب اسمه على تى شيرت بشكل معين، وفى سيدات بيكتبوا أسماء أولادهم، هذا طبعا إلى جانب الإقبال الكبير للبنات فى فساتين السهرة»، وعن أغرب طلب تحكى أميرة وتقول: «من أطرف المواقف التى تعرضت لها أن احدى الفتيات طلبت منى أن أكتب على فستانها أغنية «بنت السلطان».
أخيرا تحكى أميرة عن أحلامها، تضيف: «أحلم أن أتوسع بمشروعى أكثر خارج عالم الناطقين باللغة العربية، وأن يملكوا قطعا مكتوبا عليها بالخط العربى مما يعكس جمال اللغة، وأهميتها وأنها ليست لغة إرهاب وعنف كما يدعون بل لغة سلام وحب، وأن أملك خط أزياء خاصا بى، ومدرسة أقيم بها ورش عمل وتكون لى فى ذلك مدرستى الخاصة».
أميرة.. سفيرة نوايا حسنة للغة العربية كان قدامها «الديوانى» و«نستعليق» و«شكسته» فاختارت الأخير لمشروعها.. إنها تكتب بالخط العربى على الأزياء
الجمعة، 22 يناير 2010 03:40 ص
أميرة مع أصدقائها الريشة وشكسته
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة