بكاء ونحيب وحزن كبير شهده كفر إبراهيم يوسف (الذى يسكنه مسيحيون فقط)، والتابع لقرية ميت الفرماوى مركز ميت غمر أمس، أثناء تشييع جنازة 4 من شباب القرية لقوا مصرعهم فى بيارة صرف صحى أثناء محاولتهم إنقاذ عامل الصرف الصحى المسلم الذى سقط بالبيارة فاقدا الوعى نتيجة اختناقه بمجرد نزوله البيارة، التى لم يتم فتحها منذ خمس سنوات.
كان المشهد مهيبا، فقد خرجت نعوش الشباب الأربعة من منازلهم والتقوا عند كنيسة القرية، وخرج خلفهم الآلاف من سكان القرية والقرى المجاورة حزنا على فراقهم، متهمين المسئولين بالتأخر فى نجدة الشباب.
شارك فى العزاء اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية ورئيس المجلس الشعبى للمحافظة والشيخ سعد الفقى وكيل مديرية أوقاف الدقهلية، وكذلك نيافة الأنبا صليب (أسقف ميت غمر وضواحيها)، وأمر المحافظ بصرف مبلغ 20 ألف جنيه مساعدة فورية لأسرة كل متوفى.
وصرح المحافظ أنه رغم أسفه الشديد لما أسفر عنه الحادث من ضحايا، إلا أنه يدلل فى نفس الوقت على عمق الوحدة الوطنية وروح الحب والإخاء التى تسود المجتمع، دون تفرقة أو تمييز بين مسلم أو مسيحى.
من جانبها، تواصل نيابة ميت غمر تحقيقاتها حول الحادث تحت إشراف المستشار أحمد البدوى المحامى العام لنابيات الدقهلية، الذى قرر تشكيل لجنة لفحص أوراق مشروع الصرف الصحى بالقرية وسماع أقوال العامل ومسئولى الصرف الصحى.
يقول أحد شهود العيان، إن عامل الصرف الصحى سقط فى البيارة وكان معه مهندس وعامل آخر يدركون خطورتها، وعندما سقط زميلهم اكتفيا بالمناداة على المارة لإنقاذه، وكان أقرب شاب لهم هو ديفيد الذى كان عائدا بسيارته بعد توصيل والدته إلى عملها الا أنه فقد الوعى بمجرد نزوله للبيارة..
وتكرر الأمر مع رومانى ونادر وعيد، ووقف أهالى القرية جميعا أمام البيارة يستنجدون بالإسعاف التى لم تصل إلا بعد ساعة ونصف الساعة، وعندما خرج ديفيد من البيارة كان لا يزال على قيد الحياة، مضيفا أنه لفظ أنفاسه وهو فى طريقه للمستشفى، فتوقفت سيارة الإسعاف رافضة إكمال سيرها لأقرب مستشفى أو العودة إلى القرية، فاضطر الأهالى للعودة بالجثمان بسيارة نصف نقل إلى القرية، وفور وصول الجثمان علم المرافقون له أن الآخرين ماتوا واحدا تلو الآخر، وأصيب اثنان آخران أثناء عملية الإنقاذ منهم أحد أفراد الأمن.
حاولوا إنقاذ عامل مسلم..
بالصور.. تشييع جنازة المسيحيين الأربعة بالدقهلية
الخميس، 21 يناير 2010 06:15 م
الآلاف خرجوا لتشييع الشباب الأربعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة