القارئ هانى محمود على يكتب..ليست نيرانا صديقة!

الخميس، 21 يناير 2010 06:47 م
القارئ هانى محمود على يكتب..ليست نيرانا صديقة!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يتفهم الشعب المصرى غضب الإخوة الفلسطينيين احتجاجا على الجدار الفولاذى الذى تبنيه مصر على الحدود مع غزة، وقد يلتمس لهم العذر فى القيام بمظاهرات منددة بهذا الجدار، بل إن كل مصرى وطنى شريف يدعو الإخوة فى غزة لاتخاذ كل الإجراءات الشرعية والقانونية لوقف بناء الجدار، لكن ما لا يقبله أى مصرى أن تتحول ثورة الغضب إلى نيران وطلقات حاقدة تحصد أرواح المجندين المصريين الذين يؤدون واجبهم فى تأمين الحدود.

يجب أن يفهم الإخوة فى غزة أن دماء المصريين ليست رخيصة، وأن الشهيد الجندى أحمد شعبان الذى قتله أمس طلق نارى فلسطينى أثناء مظاهرة على الجانب الفلسطينى من بوابة صلاح الدين لن تكون دماؤه بلا ثمن.

إن الدم المصرى خط أحمر يجب ألا يسمح بإهداره، ولذا فإن جريمة قتل الجندى أحمد شعبان يجب ألا تمر بلا حساب، ويجب على حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة أن تلقى القبض على القناص الفلسطينى الجانى الذى ارتكب الجريمة لتقديمه لمحاكمة عاجلة تقتص منه بتهمة القتل العمد ويجب على الحكومة المصرية والقيادة السياسية اتخاذ كافة الإجراءات التى تضمن ملاحقة الجانى والقصاص منه، لأن الطلقات النارية ليست نيرانا صديقة أصابت عن طريق الخطأ، إنها نيران حقد وانتقام، تعرف هدفها جيدا، وهو جنود الحراسة فى أبراج المراقبة المصرية على الحدود.

إن َّحوادث مقتل جنود مصريين على أيدى المتظاهرين الفلسطينيين لا يمكن النظر إليها على أنها حوادث فردية غير مقصودة، بل إنها جريمة مكتملة الأركان لا تخلو من سبق الإصرار والترصد للاعتداء على حياة جنود أبرياء كل ذنبهم أنهم يؤدون واجبهم الوطنى فى تأمين حدود بلادهم.

إن أحمد شعبان – الذى قتلته نيران الغدر- هو واحد من أبناء هذا الشعب الذى يعلن فى كل مناسبة تعاطفه وتضامنه مع أبناء غزة، هذا التضامن الذى تجلى فى عشرات المواقف والمناسبات الداعمة للإخوة فى غزة وآخرها الموقف الشعبى الرافض للجدار والذى تمثل فى تحرك قوى وطنية لمناهضة الجدار والتنديد ببنائه وقد كان آخر صور هذا التضامن المؤتمر الشعبى الذى نظمته أمس – يوم مقتل الشهيد أحمد شعبان – لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية فى الدقهلية، والذى أصدر بيانا وقعت عليه أحزاب الناصرى والعمل والكرامة والوفد والتجمع وجماعة الإخوان المسلمين والشيوعيون، منددة جميعها بإقامة الجدار داعية إلى حشد الجهود لوقف بنائه، بالإضافة إلى البيان الذى أصدرته جبهة علماء الأزهر ووقع عليه ثلاثة وعشرين عالما مؤكدين تحريم إقامة الجدار شرعا وقانونا وإنسانيا، وفى إطار التضامن مع أهالى غزة أكد السفير إبراهيم يسرى مساعد وزير الخارجية، مدير إدارة الأعراف الدولية سابقا أنه سيرفع دعوى قضائية ضد إنشاء الجدار لمخالفته نص الدستور والقانون.

إن الشعب المصرى لا يمكن أن يرضى بحصار وتجويع أبناء غزة، وهو أيضا لا يرضى – تحت أى ظرف – أن يكون أبناؤه ضحايا لنيران الغدر الفلسطينية غير الصديقة، ولذلك فإن القبض على قاتل الجندى أحمد شعبان ومحاكمته هو عين العدل والإنصاف، فنحن نتضامن لكننا لا نتهاون فى دماء أبنائنا التى كثيرا ما سالت دفاعا عن فلسطين وشعبها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة