على مدى أكثر من أربعة آلاف فيلم سينمائى منذ بدأت السينما المصرية بشركة المخرج محمد كريم لصناعة السينما، وعرضها وأنتجت فيلميها الأزهار الميتة أو المميتة، وشرف البدوى عام 1922، ويقارب هذا العدد أو يزيد قليلاً من الأعمال الدرامية التلفزيونية منذ بداية بث التلفزيون المصرى بالأسود والأبيض عام 1960 ثم تحوله إلى ملون عام 1973 ويقارب هذا العدد أيضاً أو يقل قليلا من الأعمال الإذاعية منذ بدأ بث الإذاعات المصرية الأهلية فى عشرينات القرن العشرين.
ثم بدأ بث الإذاعة الحكومية فى 31/5/1934 والآلاف من المسرحيات منذ عرفت مصر المسرح، والمشخصاتية أيام الحملة الفرنسية ويمكن أن نحصر حوالى عشرين ألف عمل فنى، ويمكن أن يتضاعف هذا العدد ويصبح أربعين ألفاً لو تتبعنا القصص القصيرة والطويلة فى الصحف، والمجلات والمطبوعات الأخرى و لو أحصينا الأغانى الطويلة والقصيرة والشبابية و"العواجيزى" لتضاعف العدد مرة ثانية تضاعفاً مركباً وأصبح ثمانين ألفاً، وذلك الكم الهائل من الأعمال يتمحور حول قضية كبرى، ومشكلة عظمى، ومعضلة "معقربة" ومستعصية على الحل ولو كانت تلك المشكلة تناقش الزراعة فى مصر لزرعنا الهواء وكانت مصر من أولى دول العالم فى إنتاج القمح ، والأرز، وغيرها من المحاصيل ولاضطرت وزارة المالية لإعادة سك المليم، والنكلة، والفرنك والنص فرنك ، والقرش تعريفة ، والقرش صاغ ونحن فى بداية القرن الحادى والعشرين لشراء الخبز ، والأرز فربما سيكون ثمن رغيف الخبز أقل من المليم وكيلو الأرز وربما سيكون الوزن بالأوقية ، والرطل بنص فرنك ولو كانت تلك المشكلة عن الصناعة لكنا ضربنا اليابان على عينها، وكنا أسبق منها فى التخلص من مصانعها بتصديرها للبلاد المجاورة بخبرائها ومهندسيها لإنقاذ البلاد، والعباد من أخطار التلوث البيئى بعد المجد الصناعى الرهيب ، وكنا لن نخشى ضغوط الغرب وصنعنا طائرات ، وسفن فضاء، وحاسبات ومفاعلات.
ولو كانت تلك المشكلة عن التعليم لكانت أمم الأرض تقلدنا فى فخامة مدارسنا، ومعاهدنا، وجامعاتنا ولتصدرت جامعاتنا المراكز المائة الأولى على العالم ولا توجد جامعة مائة وواحد ولا نبهر العالم بمناهجنا وبنظامنا التعليمى وربما لا نجد أماكن فى الفنادق لمن جاء يتعلمها منا، وبدلاً من زيارة وادى الملوك والملكات فى محافظة الأقصر فقط فسيزورون أيضاً وادى السليكون فى محافظة الوادى الجديد، وبدلاً من زيارة معبد حتشبسوت فقط فسيزورون أيضاً مدينة تكنولوجيا العلوم فى جامعة جنوب الوادى ومدينة علوم التكنولوجيا فى جامعة شمال سيناء .
ولو كانت المشكلة عن القيم والأخلاق لكنا أقيم ، وأخلق أهل الأرض ، ولكانت الاختلاسات ، والسرقات ، والمخدرات ، واستغلال النفوذ ، والسلطات، وغرق العبارات ، ورجال الأعمال المليارديرات ذوى الهبات السخية للمطربات، والأميرات ما هى إلا لوحات من الماضى نزين بها معابد الفراعنة ، ونثبتها مكان اللوحات التى تآكلت أو نشرت بالمناشير، وسربت، وبيعت لتجار الأنتيكات .
ولكن وياللأسف ، وياللأسى، ويا للحزن، وياللويل المشكلة التى استعصت على الحل من أيام الحملة الفرنسية وحتى اليوم هى ولا مؤاخذة الحب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة