المهندس أبو العلا ماضى تحول من قيادى بارز بجماعة الإخوان المسلمين، إلى مبارز بارز لجماعته السابقة، فنجدة فى كل المحافل والبرامج التلفزيونية يتفنن فى الهجوم على الإخوان بشكل لم يسبقه إليه أحد من الذين خرجوا من الجماعة، فمعظم المختلفين مع الإخوان يوجهون لهم النقد بأدبيات الخلاف لا من أجل التشويه، ولعل خير دليل على ذلك مواقف مختار نوح الذى يعبر عن خلافه مع الإخوان بشكل يليق باختلاف المثقفين.
لكن من يسمع لحوارات وتصريحات المهندس أبو العلا، يجد نفسه أمام شخص يحاول أن ينتقم، لا شخص يحاول أن يعبر عن رؤية شخصية، أو يظهر حقيقة من خلال قناعاته، ولعل موقفه من المرشد الجديد د.محمد بديع يؤكد هذا المعنى، حيث ملأ أبو العلا الدنيا ضجيجاً بأن التطرف والتشدد والعنف ستسيطر على سلوكيات الجماعة فى المرحلة المقبلة، بل وصل الأمر به إلى أنه بدأ يرسل للنظام إشارات من أجل التصعيد ضد الإخوان من خلال وصفه للمرحلة المقبلة بأنها ستشهد عسكرة الجماعة، ووصل به الأمر إلى أنه اتهم الدكتور بديع بشن حملة تكفير على من يخالف الإخوان فى مواقفهم أو سياستهم، ودلل على ذلك بمقال بعنوان "توصيات تربوية من واقع الأحداث" نشره د.بديع على موقع إخوان أون لاين، وذلك بالرغم من أن المقال كان مجرد توضيح للإخوان حول إحداث انتخابات مكتب الإرشاد وتوصيات لكيفية التعامل مع الحدث.
وتأتى تصريحاته هذه بالرغم من تأكد أبو العلا لحقيقة شخصية د.بديع وميله الفطرى لتغليب العقل والحكمة، بل يعلم كل من تعامل مع الإخوان أن المرشد لا يستطيع أن يأخذ قرارا إلا بموافقة مكتب الإرشاد، وأن الجماعة بعيدة كل البعد عن العنف، لكن أرى أن تصعيد أبو العلا المستمر ضد الإخوان وقف خلفه مجموعة من الأسباب ومنها ما يلى:
* يحاول أبو العلا من خلال تصريحاته النارية ضد الإخوان، أن يثبت للنظام أنه انفصل بشكل جذرى عن التنظيم، بل تحول لمناهض لهذا الفكر، وذلك من أجل أن يتعطف عليه النظام ويمنحه الموافقة على تأسيس حزبه، الذى مازال حبيس الإدراج منذ ما يزيد على 11 عاما، متناسيا موقف النظام من أى مشروع سياسى يعتمد فى مرجعيته على الهوية الإسلامية.
* يرى أبو العلا أن الجمهور الذى من الممكن أن يؤيد فكرة حزبه هم المتدينون المقتنعون بالعمل السياسى، ولذلك وجدناه هو ورفيق دربه عصام سلطان يحاولان استقطاب شباب الإخوان من خلال تشويه صورة قياداتهم، وتكيل الاتهامات لمكتب الإرشاد بشكل وصل لدرجة التجريح فى الأشخاص.
* يحاول أبو العلا أن يجد لنفسه مكانا على الساحة الإعلامية، من أجل الدعاية لحزبه، وكان أسهل الطرق لذلك هو الهجوم على الإخوان، لكن للأسف وجدنا أبو العلا يخرج عن حدود لياقة الخلاف، وبدأ فى الافتراء وإلصاق تهم غير حقيقية بالإخوان، متناسيا أن الكل سيحاسب يوم القيامة أمام الله، وأن الحقوق المتعلقة بالبشر لا يغفرها الله إلا بعد تنازل أصحابها عنها.
* كما نجد أن أبو العلا يحاول من خلال الهجوم على الإخوان استغلال توتر العلاقة بينهم وبين النظام، وطرح مشروعه السياسى على رجل الشارع كبديل لهم، ويظهر للمنظمات العالمية بأنه البديل المعتدل للإسلاميين، مستهدفا دعم دولى ومحلى لحزبه.
لكن أريد أن أكد لأبو العلا أن التاريخ سيذكر للجميع مواقفهم، وأن المبادئ كل لا تتجزأ، وأن محاولات بناء المجد على أشلاء المخالفين له فى الرأى، لا يليق بأصحاب الدعوات الإصلاحية، وأن ما سينفع الناس سيمكث فى الأرض، وعلينا جميعا أن نراعى أدبيات الخلاف، التى لا تفسد للود قضية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة