أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد حمدى

مصر الغارقة فى السيول

الخميس، 21 يناير 2010 12:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أكتوبر عام 1994 تعرض صعيد مصر لسيول هى الأشد والأعنف والأكثر تدميرا، عشتها وغطيتها للصحافة، خاصة أنه صاحبها حريق مروع فى مستودع بترول فى قرية درنكه التابعة لمحافظة أسيوط أدى إلى مصرع العشرات من المواطنين الذين احترقوا بالنار، وغرقوا فى مياه السيل، ودمرت المياه عشرات القرى فى محافظات قنا وسوهاج وأسيوط.

وحين ضربت السيول الأخيرة محافظات أسوان وشمال وجنوب سيناء أعادتنى على الفور لسيول 1994 وما صاحبها، فقد انشغلت الصحافة بعدها لعدة أيام بالحديث عن مخرات السيول، وقال المسئولون على كافة الأصعدة والمستويات، إنهم سيصدرون قرارات تمنع البناء من جديد فى مخرات السيول، وشاركت عدة دول عربية من بينها الكويت فى بناء القرى التى أزالتها السيول من على الأرض، وشاهدت افتتاح عدد من هذه القرى.

ولأننى مواطن طيب يؤمن بالدولة التى يعيش فيها، ويصدق حكومتها، فقد تخيلت أن كل التصريحات التى قيلت فى كارثة سيول 1994 قد دخلت حيز التنفيذ: لن يتم البناء فى مخرات السيول، تم حفر وتطهير المخرات التى تجرى فيها المياه، تم حفر مجارى تتجمع فيها مياه السيول للاستفادة منها فى الزراعة، خاصة فى سيناء، حيث يزرع الشعير على تلك المياه، ويمكن أن يغير الحياة هناك.

لكن أى من هذه التعهدات الحكومية لم ينفذ، وصحونا بعد 16 عاما على سيول مشابهة، وإذا بالأحداث تعيد نفسها، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، أو أننا نصر على أن نكون غير مؤمنين وأن نلدغ من الجحر نفسه كل مرة ودائما.

هذه هى مصر تغرق قى شبر من المياه وليس فى السيول فقط، كما حدث الاثنين الماضى، تستنفر كل طاقاتها فى الملمات والشدائد، ثم تعود ريما لعادتها القديمة، ويعيد فيها التاريخ نفسه، ليس مرة واحدة بل مرات ومرات.. ربما لأن فى الإعادة إفادة، أو لأن التكرار يعلم الشطار.. رغم أننا لا نتعلم أبدا.

قد لا تهطل السيول خلال العام المقبل، لكنها ستتكرر بلا شك، فدورة الطقس تعيد نفسها كل ست أو سبع سنوات، قد تختلف فى الشدة أو الدرجة لكنها تعيد نفسها، وحينها أيضا سنكتب عن سيول عام 2010 التى دمرت مئات المنازل فى أسوان، وقطعت الطرق فى جنوب سيناء، وأغرقت شمال سيناء وحاصرت الناس عدة أيام.. ثم سنعيد أيضا التعليقات نفسها والتصريحات نفسها.. وكل سيل وأنتم طيبون!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام محمد احمد

عايز حق اهلي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة