السفير يسرى القويضى يكتب عن "أسود وأسود"

الأربعاء، 20 يناير 2010 10:53 م
السفير يسرى القويضى يكتب عن "أسود وأسود" صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جمع عرض "أسود وأسود"، الذى أقيم فى قاعة نهضة مصر بالقاهرة فى يناير 2010 بين أعمال لفنانين من شباب الإسكندرية، متقاربين فى السن، يشتركان فى الطموح لتثبيت أقدامهما فى الحركة الفنية المصرية، وأعتقد أن عرضهما المشترك يحقق ما يطمحان فيه.

فبالنسبة لأعمال الفنان عبد الله داوستاشى الفوتوغرافية، نجده ينجح بأسلوبه التجريدى فى إبراز جوانب جمالية لعدد من اللقطات التى قد تمر أمامنا دون أن نلاحظها للوهلة الأولى، ولكنه بعين الفنان المدققة قدمها معتمداً على تقنيات تكبير أجزاء من عناصر الموضوع، وتقنيات التكرار وإحداث نغمات وإيقاعات بصرية، ليخرج علينا بواقع فنى يمثل انعكاساً وتأثيراً للواقع الحقيقى الذى مثل أمام عينيه، والملاحظ أيضاً أنه يستوعب جيداً قواعد التشكيل الفنى التى عادة ما يراعيها الفنان المصور، سواء من ناحية تناسب المساحات وتناغمها، وأيضاً استغلال العلاقة الدرامية بين الظل والنور، وأعتقد أن ذلك ليس بغريب عليه وهو الذى تربى وترعرع فى كنف الفنان القدير والده عصمت داوستاشى ووالدته الفنانة المثالة فاطمة مدكور.

ولا شك أنه اكتسب منهما الكثير من الخبرات والأساليب الفنية، ولكنه إحقاقاً للحق، رغم الامتداد الفنى الذى يأخذه منهما، إلا أنه استطاع أن يخرج علينا بشخصية مستقلة مميزة، وأثبت قدرته على تطويرها وتنميتها فى اتجاه مميز خاص به.

وإذا تأملنا الأعمال المجسمة التى عرضها الفنان هانى السيد، فالملاحظة الأولى التى استوقفت نظرى أنها اعتمدت فى الأساس على استخدام خامة الحديد، وكنت أتوقع وأنا فى طريقى لمشاهدة العرض رؤية أعمال من خامة الألمنيوم التى عودنا عليها فى السابق، يبدو أن الفنان هانى السيد تخلى عن الألمنيوم، وهذا أراحنى كثيراً وأتمنى ألا يعود إليه مرة أخرى.

لقد ارتبطت خامة الألمونيوم فى أذهاننا بالرخص، والاستخدامات الاستهلاكية والتجارية، وطوال مشاهدتى للأعمال الفنية المجسمة فى المتاحف والقاعات بالخارج لم أصادف إلا قلة قليلة من الأعمال المعتمدة على تلك الخامة، ولم يستوقف نظرى منها إلا عدد محدود للغاية، ووجدت أن ذلك هو نفس إحساس وشعور الكثيرين من حولى.

لقد استخدام الفنان هانى السيد الحديد بلونه الأسود، وقد ساعدته القوة التى تنبع من طبيعة الخامة على تقديم أعمال تجريدية بالغة التأثير عكست للمشاهد دراما بصرية جميلة، قوية، وممتعة، ورغم أن أعماله كلها متوسطة الحجم وليست صرحية، إلا أنها أعطتنى الإحساس أنى أمام فنان لا يقل مقدرة وإبداعا عن الفنان الأمريكى العالمى ريتشارد سيراً المشهور بأعماله الفنية الصرحية من الحديد.

إن الفنان هانى السيد لو أتيحت له الإمكانيات والفرص، فإنه يستطيع تقديم صروحاً فنية تستحق أن تشيد فى الأماكن العامة، وتجتذب أنظار الجماهير.

تحية للفنانين الشابين على معرضهما الواعد، والذى ينبئنا بامتلاكهما الموهبة والقدرة على شغل مكانة لها وزنها فى الحركة الفنية المصرية المعاصرة، شريطة استمرار إخلاصهما فى تطوير وتنمية نشاطهما الفنى، دون تسرع أو انجراف وراء (الفهلوة) الفنية التى يقع فيها كثير من شباب الفنانين المتعجلين للشهرة والكسب المادى السريع.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة