الحريرى: نخشى أن تخلق إسرائيل صراعا جديدا

الأربعاء، 20 يناير 2010 07:32 م
الحريرى: نخشى أن تخلق إسرائيل صراعا جديدا صحيفة لوموند الفرنسية
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرت صحيفة "لوموند" الفرنسية حوارا مع رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى تطرق خلالها للحديث عن عدة ملفات، منها زيارته لسوريا وتقييمه للمخاطر الحالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وموقف لبنان من النووى الإيرانى.

وحول دور المملكة العربية السعودية فى إجراء المصالحة العربية، ذهب الحريرى إلى أن الملك عبد الله، أطلق المصالحة العربية فى الوقت الذى لم يعد أحد يريد أن يصدق فيها، مشيرا إلى أنها ساعدت فى العثور على قليل من الهدوء والاستقرار، وأن زيارته لسوريا جاءت فى هذا السياق.. حيث كان عليه أن يكون قدوة يُحتذى بها، ليس بصفته سعد الحريرى، وإنما بوصفه رئيس الوزراء لجميع اللبنانيين.

وعن هذا اللقاء مع الرئيس بشار الأسد، قال الحريرى إنهما تحدثا بصراحة فى جميع الموضوعات، مضيفا: "لقد كانت العلاقات بيننا متوترة، ولكننا نعتقد أننا وجدنا أرضية مشتركة بين المصالح اللبنانية والسورية، خاصة أن العلاقات كانت صعبة للغاية لمدة 5 سنوات، فمن الضرورى الحفاظ على الهدوء والصبر للمضى قدما إلى الأمام".

وفيما يتعلق بتقييمه للمخاطر الحالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أشار رئيس الوزراء الللبنانى قائلا: "نحن نخشى من تدخل إسرائيلى"، إذ شهد الأسبوع الماضى تحليق الطيران الإسرائيلى 25 مرة خلال يوم واحد فى الأجواء اللبنانية. وتساءل الحريرى: "ألا تظن إسرائيل أنها عندما تضرب الجنوب، فإن هذا يعنى هجوما عى لبنان بأكمله؟ هذا عبث".

وعن فكرة الصراع فى 2006 اندلع بعد هجوم لحزب الله، قال سعد الحريرى: "وهل هذا كافٍ لتدمير لبنان؟ يمكن لإسرائيل أن تتخذ أى ذريعة، فهى لا تحتاج إلى أى أعذار. إن إسرائيل لا تفعل شيئا من أجل عملية السلام. وأنا أعتقد أن إسرائيل ليست مهتمة بهذه العملية. إن أكثر من 50 دولة عربية وافقت على مبادرة السلام، أما إسرائيل فلا. إن الإسرائيليين لا يريدون المضى قدما مع الفلسطينيين ولا مع السوريين، كما أنهم يرفضون هذه المبادرة العربية. ومن ثم ماذا سوف يفعلون؟".

ويضيف: "نحن نخشى أن يخلقوا صراعا جديدا، مثلما فعلوا فى الماضى. كما كان الحال فى 1982، عندما غزوا لبنان، بعد محاولة اغتيال سفيرهم فى لندن. أنا لا أريد صراعا، ولكنى أعتقد أن الإسرائيليين عالقون. فإسرائيل تتحدث عن الانقسامات بين فتح وحماس. فلتعطى إسرائيل اليوم موافقتها لمحمود عباس حلا لإقامة دولتين، مع القدس عاصمة لفلسطين، وإيجاد حل لحق العودة للاجئين. ومن ثم يمكن لمحمود عباس أن يوقع هذا الاتفاق ويجرى الاستفتاء، وسيفوز على حماس. إلا أن ما من حزب سياسى داخل إسرائيل لديه الشجاعة على القيام بذلك. إن الانقسامات ليست فى فلسطين، وإنما داخل إسرائيل".

وفى سؤال حول تأثير الوضع السياسى الإيرانى الحالى على الوضع السياسى اللبنانى، خاصة أن الدولتين تربط بينهما علاقات خاصة، يجيب سعد الحريرى أن لبنان لديه علاقات مع جمهورية إيران الإسلامية منذ أكثر من 20 عاما وأن هذه العلاقات يجب أن تخدم مصالح لبنان، فضلا عن أنه يجب تحسينها حتى يتمكن البلدان من التحدث على قدم المساواة.

كما أشار إلى أن هذه العلاقات شهدت تعقيدا خلال الأربع أو خمس سنوات الأخيرة. ومن ثم فإن هناك ضرورة لإجراء حوار مع إيران والنظر إلى هذه العلاقات بشكل متفتح.


أما بالنسبة لموقف لبنان من العقوبات الإيرانية، خاصة بوصفها عضوا فى مجلس الأمن، وسيكون عليها التصويت بشأنها، أشار الحريرى إلى أن لبنان تمثل أيضا بلدان الجامعة العربية فى مجلس الأمن. وفى النهاية، إذا تم طرح هذه المسألة، فسوف يتم اتخاذ القرار بناء على المصالح اللبنانية، لاسيما وأن لكل بلد الحق فى اتخاذ قرار فى ضوء مصالحه الخاصة، فهذا أمر شرعى.


وعما إذا كان يرى أن البرنامج النووى الإيرانى يشكل تهديدا، قال الحريرى أن الموقف اللبنانى واضح جدا "نحن ضد الأسلحة النووية فى المنطقة". إن إسرائيل تملك أسلحة نووية، ونحن لا نقبل ذلك. ومع ذلك، نحن مع النووى المدنى الذى تملك كل أمة الحق فى التزود به. فقد وقعت دولة الإمارات العربية عقدا مع كوريا الجنوبية، والأردن تقوم بذلك مع فرنسا.. ولكن لبنان لن يكون لها برنامج نووى مدنى، فلا تقلقوا!".

وحول وضع العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة بعد قيام هذه الأخيرة بإدراج المواطنين اللبنانيين على قائمة الركاب الخطرين، وأيضا بعد العملية التى أطلقها الكونجرس لحظر بث قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله فى الولايات المتحدة، أكد الحريرى: "إن الولايات المتحدة تتحدث عن الحرية، حرية التعبير، وفى الوقت ذاته قررت فرض حظر قناة تلفزيونية. إن هذا ليس موقفا لصالح الحرية. أما بشأن مسألة تفتيش اللبنانيين فى المطارات، فإن هذا القرار يتعارض مع كل ما جاء بخطاب باراك أوباما فى القاهرة. وهذا شىء لن نقبله. إن اللبنانيين ليسوا إرهابيين! إن أفضل الأطباء فى الولايات المتحدة هم لبنانيون، وهناك علماء من أصل لبنانى فى أمريكا وفرنسا وأوروبا... فهل هم أيضا إرهابيين؟".

وفى رده عن سؤال "هل يمثل وجود حزب الله فى الحكومة، والمدرج على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، عائقا أمام المباحثات مع أمريكا بشأن المساعدات العسكرية التى تطلبها لبنان"، قال الحريرى "يوجد فى لبنان حزب سياسى يسمى حزب الله، وهو يشارك فى حكومة أوسع نطاقا بكثير، وننحن نشرح للجميع ضرورة تزويد جيشنا بما يحتاجه.


وقبل اغتيال رفيق الحريرى، كانت سوريا تحتل لبنان، وكان كل الجيش والأمن اللبنانى بين يديها. أما منذ 5 سنوات، فنحن، اللبنانيون، نحاول إعادة تنظيم الجيش والأمن. وأثناء القتال فى مخيم نهر البارد، لم نكن نملك المعدات المناسبة للتعامل مع هؤلاء الإرهابيين (...) ولكن الأمريكيين قد ساعدونا وهم لا يزالوا يفعلون ذلك، وكذلك تفعل فرنسا".

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة