وأيضًا الآن عرفنا أن انضمام أحمد حسام "ميدو" للزمالك لم يكن مفاجأة كما تخيلنا وقتها.. وتأكدنا أن ميدو متفرغ لمطاردة عمرو زكى وملاحقته كظله أينما يذهب فى أى زمان وأى مكان.. عمرو يجرى وميدو يجرى وراه، والاثنان خرجا من الملعب واعتزلا التفكير فى الاحتراف.. واحترفا الملاحقة والمطاردة وهى حالة نادرة مثل كثير من الحالات المصرية فى حياتنا التى نهرب فيها من العمل لنلاحق بعضنا البعض.. فليس مهمًا أن تعمل بقدر أهمية أن تزيح من أمامك يعمل.. وأن تكون "الشخصنة" سر البقاء وسر النجاح وسر الحياة نفسها.
عمرو زكى خلق لنفسه حزمة من المشاكل ثم سعى لابتكار حلول لها وآخر هذه الحلول الهروب إلى الإمارات والاختفاء حتى لا يُذاع له سر، وهو يعرف أن أسراره خطيرة والكشف عنها يضره.. وعندما ظهر ابتكر مبررات يصعب تصديقها وأيضًا يصعب تكذيبها .. وكان مستعدًا لأن يضحى بأى شىء للتخلص من كوابيس الملاحقة فسلم نفسه لإدارة الزمالك رافعًا الراية البيضاء شاكرًا الله على الغرامة المالية وعلى سنة التجديد الإضافية للزمالك.. فربما يعوض ما خسره وما ضاع عليه أو ما انتزعه منه أحد النصابين إذا كانت هناك فعلاً واقعة نصب.
وميدو الذى أغضبه انفلات لسان عمرو زكى فى إنجلترا، ربما - من باب الاجتهاد - أخذ على نفسه عهدًا بأن يقطع عليه الطريق فى رحلة الاحتراف أو أى رحلة يلعب فيها دور البطل أو الدور الأول فى فيلم الاحتراف المصرى الذى فقد أبطاله منذ أنهى هانى رمزى وأحمد حسن العرض الدرامى الناجح فى أوروبا.. ورغم أن عمرو حفظ على نفسه لسانه حتى الآن، إلا أن ميدو لا يضمن ذلة لسان أخرى فجائية تحول الحديث الهامس عن المطاردة إلى حديث علنى.
ظل الفيلم غامضًا يتحرك البطلان فيه من خلال سيناريو يشبه أفلام المافيا أو سباق جمع المعلومات وتخمين النوايا فى الحرب الباردة التى تدور رحاها بين طرفين لكن من بعيد.. إلى أن تسلل عمرو فى جنح الظلام وفاجأ ميدو والزمالك على طريقة "بدرة" فى مسلسل الرحايا التى قالت "بخ" لكل الممثلين، وكان متوقعًا من جميع المشاهدين أنها سوف تختفى حتى لا يفسد كل المسلسل بظهورها المتكرر الذى لا تقيم فيه حواراً إلا من جملة واحدة أنها تريد أن تحرق قلب كل من تكرهه.
وبعد ساعات قليلة من "الخضة" التى أفزعت ميدو اضطر أن يتغير ويستدير 180 درجة.. فالبقاء مع الزمالك حتى نهاية الموسم تحول إلى بقاء مع عمرو زكى فى طريق المطاردة حتى نهاية العالم.. فالعروض الاحترافية ظهرت فجأة والتفكير فيها أصبح منطقيًا.. ورغم أنه أطلق قذيفة صوت خداعية ناحية أياكس أمستردام الهولندى وجالاطا سراى التركى إلا أنه أطلق الصاروخ الفعلى ناحية إنجلترا أو ربما استهدف بالتحديد نادى هال سيتى.
وإذا ذهب بنا الخيال بعيدًا، وتعذر أن نوفر مستندات ودلائل عن الوقائع.. فإن ميدو يريد أن يكون مع زميله عمرو فى فريق واحد لكن بشرط واحد.. أن يلعب هو ولا يلعب عمرو.. أن يراه بعيدًا عن المنتخب والزمالك وإنجلترا، وهو مستعد أن يبتعد معه حتى لو استقرا معًا فى موزمبيق، بينما يستطيع عمرو أن يستمتع بالمشاهدة ووفرة الوقت الذى يسمح له بالتفكير فى وسيلة أخرى للإفلات من الملاحقة.
نحن نعرف قصة ميدو وعمرو.. وهى قصة كراهية يحرص الكثيرون ألا يرويها أحد.. ونحن نرويها ليس كراهية لهما أو لأى منهما، بل نأمل أن يكون كشفها سبباً واقعيًا لحلها.. ربما يخجلان أو ربما يتدخل مسئول زملكاوى قوى الشكيمة ليفصل بينهما حتى يجرى كل منهما فى طريق.. بعد أن انتهت المطاردة فى مصر بخسارة وحيدة لحقت بالمنتخب والزمالك وطبعًا الكرة المصرية.. كان الله فى عون المتفرجين!!
إبراهيم ربيع يكتب.. مازال فيلم المطاردة مستمرا بين ميدو وعمرو.. كان الله فى عون المشاهدين
الأربعاء، 20 يناير 2010 04:40 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة