خصص الكاتب البريطانى روبرت فيسك مقاله فى صحيفة الإندبندنت اليوم، للحديث عن الجدران العازلة، وعقد الكاتب مقارنة بين محاولات البروتستانت لعزل الكاثوليك فى القرنين السادس عشر والسابع عشر، وبين ما ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين الآن، وإنشاء الجدار العازل.
ويقول الكاتب تحت عنون "الجدران لا تنفع فى الشق الأوسط أو أيرلندا" إن المستوطنين البروتستانت الذين أقاموا الجدران العازلة على أراضى السكان الأصليين الكاثوليك فى أيرلندا الشمالية يشبهون المستوطنين اليهود الذين يزعمون ملكيتهم لأراضى الضفة الغربية العربية، ويزعم اليهود أن هذا الحق موجود فى كتابهم المقدس، وليس الأمر مجرد أمر ملكى.
كما أشار الكاتب إلى أن إسرائيل ستظل دائماً تخشى من عودة الفلسطينين الذين تشتتوا عام 1948 ليأخذوا أرضهم السابقة التى أصبحت الآن تمثل دولة إسرائيل أو يسترجعوا على الأقل الأراضى التى سرقت منهم فى الضفة الغربية خلال حرب 1967. وهذا هو السبب فى كل ما ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين.
ويوضح فيسك أن قبل أربعمائة عام كانت بلفاست "عاصمة أيرلندا الشمالية" ذات أغلبية بروتستانتية وأصبحت الآن ذات أغلبية كاثوليكية، وتتشابه قصة مستوطنات البروتستانت فى أيرلندا مع مستوطنات الضفة الغربية الآن، حيث يصر الإسرائيليون على خوض آخر حرب استعمارية فى العالم بمساعدة الولايات المتحدة أكبر دولة مناوئة للاستعمار.
ورغم هذا التشابه، هناك اختلافات بين الموقفين. فالبروتستانت، كما يقول فيسك كانوا يسعون إلى تحويل الأيرلنديين الكاثوليك إلى مذهبهم أو تطهيرهم عرقياً. لكن اليهودية على العكس لا تسعى إلى تحويل شخص عن عقيدته إلى عقيدتها.
روبرت فيسك:الجدران العازلة لا تنفع فى الشرق الأوسط
السبت، 02 يناير 2010 07:20 م
جانب من مقال فيسك