جدد قرار رابطة الكنائس الإنجيلية فى الشرق الأوسط بأحقية المرأة فى أن تكون "قسا" الخلاف العقيدى بين المذاهب المسيحية الثلاثة الأرثوكسية والكاثوليكية والبروتسانتية حيث أعاد القرار الذى اتخذته الرابطه فى 14 يناير الجارى، للأذهان ذلك الخلاف الذى صاحب مؤتمر لامبث بانجلترا فى 1988 والتى أقرت فيه الكنيسة الإنجيلية الأم حق المرأة فى أن تكون قسا وأسقفا أيضا.
وشهدت إنجلترا أول تعين لامرأة " قسيسة " فى 1994 الأمر الذى تطور تدريجيا حتى أصبح هناك " قسيسة " من بين كل ستة قساوسة فى أنجلترا. وتوالت الدعوات والمطالب فى بعض دول الأغلبية الإنجيلية حتى وصلت بطلب تعيين المرأة أسقفا (كبير قساوسة) الأمر الذى أشارات إنجلترا أنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة والتمحيص وأرجئت البت فيه إلى عام 2012.
دخول المرأة إلى حقل الكهنوت بدرجاته الثلاثة (الشموسية، القسوسية والأسقفية) يعد أبرز مواطن خلاف الكنيسة الإنجيلية مع الكنيسة الكاثوليكية والأرثوكسية نظرا لاعتبارهما الكهنوت "سر مقدس" وليس مجرد وظيفة رعوية يمكن أن يتقلدها أى شخص كما تراه الكنيسة الإنجيلية، وذلك وفق ما جاء فى مؤتمر لامبث بإنجلترا فى 1988 والذى حضره ممثلون عن كافة الطوائف والتيارات المؤيدة والمعارضة للفكرة.
فى هذا المؤتمر أعلن البابا شنودة موقف كنيسته من خلال رسالة قدمها الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس نيابة عنه للمؤتمر، رسالة البابا أرجعت الرفض إلى أن الرجل هو رأس المرأة حسب تعليم الكتاب المقدس والكاهن يمثل المسيح نفسه، كما أن العذراء مريم لم تتول أى عمل من أعمال الكهنوت فلو كان يحق الكهنوت للمرأة لكانت هى أولى من غيرها.
ويضيف القمص صليب متى وكيل المجلس الملى لهذه الأسباب، أن شرطا أساسيا فى الكهنوت الطهارة، والمرأة وهى حائض لا يليق بها أن تحضر القداس وتمارس شعائره فكيف تقيمه أساسا، كما أن المسيح لم يتخذ تلاميذ له من النساء". هذا بالإضافة إلى تصريحات البابا شنودة بهذا الشأن والذى أشار فيها إلى الموانع الطبيعية من حمل ورضاعة ورعاية أطفال تعوق جميعها تولى المراة لوظيفة " القس".
أما الفاتيكان فقد أعلن عن موقفه النهائى فى 2008 إذ أصدر مرسوما رسميا عن" مجمع الإيمان بعنوان من أجل حماية طبيعة سر الكهنوت وصحته، أكد فيه أنه "يقع فى الحرام على السواء وبطريقة آلية كل من يحاول منح سر الكهنوت لامرأة، وكل امرأة تحاول نيل هذا السر".
فكرة "القسيسة" الإنجيلية لاقت صدى واسعا فى بعض الدول ذات الأغلبية الإنجيلية ومنها الولايات المتحدة ونيوزلاندا وكندا، إلا أن هذا لا ينفى أن بعض الكنائس الإنجيلية رفضتها، وهو ما يفسره الدكتور صفوت البياض رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر مشيرا إلى أن هناك فرقا بين العقيدة والثقافة "إذ إن العديد من المجتمعات يضع سياقها الاجتماعى عدد من المحاذير التى يجب مراعاتها عند التطبيق، ففى العديد من الدول الأوربية والتى تحظى برسوخ فكرة المساواة بين الرجل والمرأة لم يكن من الصعب أن يتقبل المجتمع فكرة أن تكون المرأة قسا أو أسقفا، بينما فى دول العالم الثالث ما زال الأمر غير مقبول.
وفى هذا الصدد يشير البياض إلى إن الكنيسة الإنجيلية فى مصر قد قامت برسم المرأة شيخا، وهى وظيفة مساعد القس، ففى 1971 عين القس لبيب مشرقى أول شيخة امرأة بالكنيسة الإنجيلية، وفى 2002 قامت الكنيسة الإنجيلية فى أسيوط بالخطوة نفسها.
فى 2009 تقدمت أول قبطية إنجيلية وتدعى "آن ذكى" بطلب إلى رئاسة الطائفة الإنجيلية فى مصر لتصبح "قسيسة"، رافضة أن تتم رسامتها فى الولايات المتحدة، مصرة أن تتم "الرسامة" فى مصر حتى تقدم للعالم "مصر المتحضرة" على حد تصريحاتها الصحفية، وفى 14 يناير الجارى اعتمدت رابطة الكنائس الإنجيلية بالشرق الأوسط قرارات مؤتمر لامنث وطالبت الدول الأعضاء، ومنها مصر، باتخاذ التدابير اللازمة لتعيين المرأة قسا بالكنيسة الإنجيلية، وهو ما وصفته الرابطة بالقرار التاريخى الذى استغرق أكثر من 20 عاما من البحث والتدقيق.
"آن ذكى"، كما صرح صفوت البياض لليوم السابع، مازالت فى الولايات المتحدة تتلقى دراستها المؤهلة للعمل الكهنوتى، ورغم أن الطائفة فى مصر قد وافقت على تعيينها كقسيسة فى مصر بشرط أن تتم رسامتها فى الولايات المتحدة، إلا أنها رفضت وأصرت أن تتم رسامتها فى مصر .
وحسب تأكيدات البياض فإن التطبيق لن يتم إلا بعد موافقة المجلس الإنجيلى المصرى على القرار، متوقعا أن يتأخر التنفيذ لسنوات طويلة، نظرا لأننا نعيش فى مجتمع تسوده أغلبية مسلمة لا تعطى للمرأة هذا الحق، وكذلك أغلبية مسيحية أرثوذكسية ترفض الفكرة نفسها على حد وصفه.
الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك يرفضون رسامة المرأة "قسيسة".. والبياضى يؤكد أن الأغلبية المسيحية لن تقبل إمامة المرأة القبطية
الثلاثاء، 19 يناير 2010 08:43 ص
صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة