0900 ضرورة عصرية أم متاجرة بأوجاع الناس؟

الثلاثاء، 19 يناير 2010 01:07 م
0900 ضرورة عصرية أم متاجرة بأوجاع الناس؟ الفتاوى ومشاكل الحب صارت هدفاً لكثير من البرامج الفضائية
كتبت نسمة صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
0900.. لم يصبح مجرد رقم للمسابقات أو تحميل الرنات والنغمات فقط، إنما أصبح أيضاً مرادفاً للتوظيف الاجتماعى والحياتى عبر استخدامه فى الاستماع للمشاكل الاجتماعية التى تعترى البعض، ومن ثم سرعة الرد عليها من خلال تخصيص عدد من الساعات يومياًَ لاستقبال هذه النوعية من المشاكل ومحاولة حلها، أو تخصيص فترة زمنية متأخرة من اليوم لعمل حوار مباشر، فى محاولة لمناقشة المشكلة ووضع حلول لها.

اقترن اسم الفنانة سماح أنور بـ 09000818، عندما بدأت عدد من القنوات الفضائية والإذاعة فى الإعلان أن سماح فى انتظار سماع مشاكلهم، وتحاول إيجاد حلول لها بعد أن اشتهرت بتقديم برنامج "تجربتى"، وأعلنت فيه عن استعدادها لسماع مشكلات أى شخص يرغب فى الحديث ولا يجد من يسمعه، على هذا الرقم، على أن يعاود الاتصال بها بعد 24 ساعة للاستماع إلى الحل، ولكن إذا أراد المتصل التحدث إليها مباشرة، فعليه الاتصال بها بعد منتصف الليل حتى الـ 2 صباحاً.

ورغم من الهجوم الذى تعرضت له سماح أنور بعد هذه التجربة، ودفاعها عن نفسها نافية أنها تتاجر بمشاكل الجمهور، إلا أنه سرعان ما انتشرت هذه النوعية من الـ0900 معلنة ثقافة "الفضفضة السماعية" لمشاكل وهموم الناس، بظهور المذيع أحمد عبدون الذى اشتهر ببرنامجه الدينى "عم يتساءلون"، الذى يناقش فيه العديد من القضايا والفتاوى الدينية، بل والفتاوى العاطفية أيضاً، التى صار لها خط خاص يسمى "فضفضة" للمشاركة فى حل المشاكل العاطفية.

ما بين مؤيد ومعارض تزداد الظاهرة، ولكل واحد دوافعه للرفض أو للتأييد، من جانبها وصفت الكاتبة الصحفية حسن شاه ظاهرة 0900 لحل المشاكل والعقد بـ"البدعة"، مضيفة أن ما يحدث هو فى الواقع منتهى الاستهانة بعقول الناس، فما هى مؤهلات أحمد عبدون أو سماح أنور مثلاً ليساعدوا الناس فى حل مشاكلهم الاجتماعية مهما كانت حجمها.

وأشارت شاه إلى أن المسئولية لا تقع على عاتق عبدون أو سماح أنور فقط، بل على الجمهور الذى يهرول بالاتصال بهذه الأرقام، لأنه لا توجد مشاكل يمكن حلها على التليفون، ومن يقترن اسمه بحل مشاكل الآخرين، يجب أن تكون لديه خبرة حياتية بمجريات الحياة، ويحتك بالجمهور مباشرة، فيكتسب طرق مختلفة وتتوسع مداركه لحل الأزمات المختلفة.

من جانبه يؤكد الكاتب والإعلامى خيرى رمضان، أن هذه المسألة تندرج فى إطار القناعات الشخصية، فهناك البعض يروج لهذا الفكر الغريب، ثم يبيعها فيما بعد لآخر يبدأ فى ترويجها لمستخدم يقبل عليها ويشتريها، كما يحدث فى حال الترويج للفتاوى الدينية على التليفون وخلافه، ويقول رمضان إنه ما دام لا يوجد من يتصدى لهذه الظاهرة فلا ينبغى توجيه اللوم على مروجيها.

يذكر أن الكاتب الصحفى الراحل عبد الوهاب مطاوع "صاحب القلم الرحيم"، هو أهم من اشتهر بتقديم هذه النوعية شخصياً، حيث كان يقوم بحل مشاكل الناس والكتابة عنها، وأحياناً يستقبل بعضها فى مكتبه، وبمعاونة مساعديه، لمساعدة الناس وحل مشاكلهم سواء كانت مادية أو اجتماعية أو صحية، وكان مطاوع يستخدم أسلوباً راقياً فى الرد على الرسائل التى يختارها للنشر من آلاف الرسائل التى تصله أسبوعياً، حيث كان أسلوبه فى الرد على صاحب المشكلة أسلوباً أدبياً، يجمع بين العقل والمنطق والحكمة ويسوق فى سبيل ذلك الأمثال والحكم والأقوال المأثورة وكان يتميز برجاحة العقل وترجيح كفة الأبناء وإعلاء قيم الأسرة فوق كل شىء آخر، لكن مطاع شىء والـ 0900 شىء آخر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة