"بالطبع ستشارك جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية القادمة، بالرغم من يقينهم بالخسارة، إلا أنهم سيشاركون لإثبات أنهم استُبعدوا عمداً من الوصول لمقاعد مجلس الشعب، عن طريق المشاركة فى دوائر تحت الضوء الإعلامى ليثبتوا النتيجة المعروفة مسبقا"
هذا ما قاله الكاتب د.ضياء رشوان الباحث فى الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام الإستراتيجى فى الندوة التى أقامها الصالون الثقافى لقصر الأمير طاز مساء أمس الأحد، والتى حملت عنوان "مستقبل جماعة الإخوان" حضرها د.عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث وسمير مرقص الباحث فى الشئون الدينية، وأدارتها الكاتبة سوسن الدويك.
وعلق رشوان على عدم معرفة المرشد الجديد للإخوان "محمد بديع " بأن مهدى عاكف لم يكن معروفاً يوم جاء لمكتب الإخوان، وهذا لا يمثل خطراً على الجماعة، مشيراً إلى أن العامين القادمين من الصعب توقع أحداثهما لكن الخوف على تنظيم الجماعة سيكون المشهد العام، ليس بسبب المرشد الجديد وإنما للأزمات والانشقاقات التى تتعرض لها الجماعة.
وأكد رشوان أن تجاوز الأزمة الحالية للإخوان مرهون بالإصلاح العام فى مصر، فلو فتحنا لهم الباب لإنشاء حزب سياسى سيصبح من حق كل مصرى الانضام لهذا الحزب أو رفضه، ومن حقنا جميعاً معرفة أسرارهم وخباياهم لأن عملهم سيصبح معلنا، وسيصبح من حق أى فرد فى البلد مسألتهم.
وقال رشوان إن الحزب سيكشف كل التناقضات التى تعانى منها الجماعة على كافة المستويات، وسيجعلنا على دراية بالعدد الحقيقى لهم والذى لا يعرفه أحد حالياً حتى الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن وضع الإخوان الحالى خطر على مصر لأننا لا نتحدث عن قوة صغيرة، وبالرغم من ذلك فالجماعة جزء من تراث مصر ولا يوجد حزب أو جماعة دفعت كما دفع الإخوان، فهم أكثر من دخلوا المعتقلات.
واعترض رشوان على شعار الإسلام هو الحل الذى ترفعه الجماعة مؤكداً أنه شعار ضار بالإسلام، مضيفاً: هذا الشعار يحمل مفارقة كبيرة وخطيرة، فهو يربط وجود الإسلام بوجود مشاكل يقوم الإسلام بحلها، وبالتالى لو ذهبت المشاكل، لن يكون هناك حل ولن يكون هناك إسلام، إذاً ينتهى الإسلام بانتهاء المشاكل.
وأوضح رشوان أن هذا الشعار خطر على الدين، لأن الدين وجودى ومطلق وأكبر من ربطه بمشاكل الدولة السياسية والاقتصادية، والدين لا يمكن أن يكون حلا وإذا أردوا استخدام الدين يقولوا هذا ما قاله الإسلام فى حل هذه المشكلة.
من جانبه أكد د. عاصم الدسوقى أن الإخوان لا يمكن أن يحققوا نجاحاً فى الانتخابات البرلمانية القادمة، ولن تتعدى عدد كراسيهم الثلث ولو حدث ذلك سيحل المجلس، فالنظام لن يسمح لهم بتجاوز هذه النسبة.
وأضاف الدسوقى أن الجماعة لا يمكن أن تصنع قانوناً وفقاً لتعاليم الإسلام والشريعة متسائلاً: كيف سيضعون قانوناً ملزماً وهم يستندون لنصوص وأحاديث يمكن تأويلها وفى النهاية الحكم فيها للقلب كما قال الرسول.
أما الباحث سمير مرقص تحدث عن موقف الجماعة من النظام العالمى وأحداثه قائلا إن مواقفها تدل على غفلتها عن ما يحدث حولها من تحولات عالمية، فهناك مسافة كبيرة، بين الجماعة وبين هذه الأحداث مثل موضوع المآذن فى سويسرا والحجاب فى فرنسا والرسوم المسيئة وما إلى ذلك.
وأضاف مرقص أن المشكلة فى الإخوان أنهم يريدون النزول للمجال العام على اعتبار أنه لا يوجد مغاير لهم، والأساس أن الجميع على خلفية فكرية ودينية واحدة، وهذا أمر خطير فى بلد متعدد الأديان مثل مصر والدليل على ذلك أن الجماعة حتى الآن مازالت عضويتها مقصورة ومغلقة على الرابطة الدينية ولم تقدم طرحاً لمشاركة المغاير فيها.
تجاوز الأزمة الحالية للإخوان مرهون بالإصلاح العام فى مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة