القارئ سعيد رمضان يكتب: الرحلة

و تمضى أيام العمر فتهرب السنون منّا وتمر كالأحلام كالثوانى القصيرة
و تضيع منّا الأشياء، وهناك أشياء تبقى
سيضيع منّا الربيع، وتذبل زهوره، وتبقى أمسيّات الحب فى الوجدان تبقى
و يغيب عنّا الرفيق، ولكنّ الأمل يبقى
ويبقى الحنين والأشواق وذكريات الحب فى الغروب تبقى
ستبقى نبضات القلوب فى الربيع تبقى
سيبقى ضوء القمر فى ليالى القمر يبقى

ستستمر الرحلة، ويمضى قطار الحياة و تطوى الليالى الصفحات
و هناك أشياء تبقى
عشق، و سلطة، ومال.. هجر و غدر و خطيئة،
وتتغير الأسماء، وتتبدل الأدوار، ونفس الحكاية تبقى
وتنتهى الرواية لكنّ الراوى يبقى
وهناك أشياء أخرى تبقى فى القلوب فى الصدور تبقى
ستنتهى الحياة لكنّ الأعمال تبقى فى السطور تبقى
ستنتهى الأوهام لكنّ الحقيقة تبقى
سينتهى الطريق، ومعالم الطريق تبقى
سيهمل التاريخ أبطال التاريخ لكنّ الرموز تبقى فى العقول تبقى
وينتهى ظلام الليل، ويبقى شعاع الشمس،
وضوء الفجر يبقى

اقترب موعد الرحلة
ستنتهى الرحلة.. و يسدل الستار، و يضيع كل شىء
وتنطوى أيام العمر، ويوم الساعة يبقى
سيفنى كل شىء لكنّ الحقيقة تبقى
وتنتهى المادة لكنّ الروح تبقى
سيفنى السلطان، والملك، و يبقى صاحب الملك فى السماء يبقى
سيبقى القاضى، والجلاد و الميزان يبقى
سينتهى الفناء، و الخلود أبقى فى الآفاق يبقى.