القارئ رائد صالحة يكتب: مايك محمد فى نيويورك

الإثنين، 18 يناير 2010 11:09 ص
القارئ رائد صالحة يكتب: مايك محمد فى نيويورك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تطأ أقدام محمد مطار كنيدى فهو ينتحل اسم مايك على الفور أما صبحى الذى تسلل من المكسيك فقد اختار اسم روبرتو ولكن بسام يفضل اسم سام، المهاجرون العرب يختارون غالبا اسما أمريكيا البعض يفسر ذلك بأنه رغبة بالاندماج والبعض يعلل ذلك بالهروب من ماضى غير بعيد.

الأمريكيون ينظرون بعين السخرية إلى ذلك وهم دوما بحسن نية أو سوء قصد يسألونك عن اسمك الحقيقى وهم يذكرونك أيضا عندما يستجوبك بلهجة مهذبة عن بلدك الأصلى بأنك ليس من هنا وأنك فى النهاية مهاجر طارئ لا تنتمى إلى المكان.

إذا تشاجرت مع أحدهم فهو لن يتورع عن التصريح بالقول المعتاد:عد إلى بلادك
أما إذا تمتع بقليل من الوقاحة فستسمع شتائم لا بأس بها عن الإرهاب والجمال وحركة طالبان، انتحال الأسماء وإجادة اللكنة وأمركة السلوك هى محاولات تثير الشفقة فى مجتمع أصبح لا يطيق وجود العرب
من العبث تماما أن تعامل كأنك أمريكى.. الحصول على الجنسية لن يمنحك شرف الانضمام إلى العائلة الكاوبوى، مايك الذى نسى اسمه وتجاهل عروبته وابتعد عن شرقيته هو إنسان تائه وهو لن يدرك ذلك إلا فى الوقت الضائع تناول شطيرة الفلافل والملوخية والاستماع لأم كلثوم ونانسى عجرم وتهذيب الشوارب فى صالون عربى لا يعنى قطعا أنك ما زلت تحافظ على هويتك العربية.

بالمقابل، تناولك لشطيرة الهامبرجر والبيتزا والرقص على أغانى بريتنى سبيرز وحلق الشوارب فى صالون أمريكى لا يعنى البتة حصولك على هوية جديدة.

هواية ارتداء طاقية الإخفاء غير مثمرة وهى حقيرة أيضا البشرة السمراء ستقول إنك عربى، البشرة البيضاء لن تجدى نفعا، فالعيون بنية أما العيون الزرقاء فهى لا تعنى شيئا أمام اللكنة أما إذا أتقنت اللكنة فهم سيعودون إلى اسمك واسم عائلتك أما إذا تخليت عن كل شىء فهم لن يتخلوا عن البحث عن أصولك وأصول أصولك عندما يرغبون بذلك
مايك يقود احث موديل سيارة ولكنهم يذكرونه دوما بالناقة رغم أنه لم يشاهدها إلا على قناة ديسكفرى مايك يعمل بكدح ولا يعلم أن هنالك عطلة فى نهاية الأسبوع ولكنهم لا يتورعون عن القول بأنه لم يلمس الدولارات إلا فى أرض الحلم.

مايك يهاجم الإرهاب كل يوم أمام زبائن المتجر الذى أمضى سنوات العمر وهو يعمل به صباح مساء، وأحيانا يهاجم الحزب الديمقراطى أملا فى اظهار مزيد من الولاء، وهو لا يتورع عن شتم البلدان المصدرة للنفط ورئيس فنزويلا إذا تذمر الزبائن الكرام حول أسعار النفط وارتفاع أسعار التبغ.

مايك لا يريد من الدنيا غير حفنة دولارات وجرين كارد وهو على استعداد للتنازل.

على كل شىء من أجل ذالك أما مايك الحقيقى فهو لن يمنحك أكثر من ذلك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة