شن أهالى الواحات البحرية انتقادات حادة على ما أسموه بالشركات الوهمية التى تقوم بالاستثمار بالصحراء سواء بالاستصلاح الزراعى أو الترويج السياحى، والتى تتسبب فى السطو على آلاف الافدنه الصحراوية وتقاطعهم فى أرزاقهم، بالاضافة إلى تسببها فى تزايد الإهمال وامتداد العشوائيات إليهم بشكل كبير أثر على آبار المياه الكبريتية التى تمثل أحد أهم روافد إنعاش السياحة العلاجية والاستشفائية فى مصر وهو الأمر الذى ينذر بكارثة تهددها وتقلل من فرص الاستثمار السياحى بها.
الانتقادات السابقة ناقشتها جماعة الهجرة للجنوب من خلال زيارة ميدانية لمدة يومين بمشاركة وفد من الصحفيين والإعلاميين و تحت شعار "شعار مصر ليست القاهرة فقط "بغرض الدعوة لمزيد من الاهتمام الإعلامى وتسليط الضوء على هذه المنطقة ودعوة المسئولين والمستثمرين لمواجهة أزمات ومشاكل الصعيد والعمل على حلها ووقف نشاط هذه الشركات، خاصة وأن الواحات البحرية تضم كنوزا من الأماكن السياحية والأثرية والزراعية المهمة التى يمكن أن توفر العديد من فرص الإستثمار الزراعى والسياحى الهائلة للآلاف من الشباب والفتيات حديثى التخرج من الجامعات والمعاهد العليا المصرية الراغبين فى العمل والباحثين عن فرص ومشروعات جديدة للاستثمار فى حال تنظيم الدولة لها.
ودعت جماعة الهجرة للجنوب التى تم الإعلان عن تأسيسها على أرض مدينة قنا بصعيد مصر فى إبريل الماضى بهدف الاهتمام بقضايا الجنوب والعمل على تنميتها إلى ضرورة تسليط الإعلام والفضائيات على هذه المنطقة ،كما قام الوفد الإعلامى والجماعة بزيارة "جبال الدست والمغرفة والجبل الأسود والصحراء البيضاء والسوداء" أشهر الأماكن السياحية البيئية التى يمتاز سكانها باحتراف هذا النوع من السياحة.
وأنتقد أبو العباس محمد رئيس الوفد ومؤسس الجماعة تجاهل الصحافة و الإعلام والفضائيات لهذا المكان السياحى النادر وذلك خلال الأمسية الثقافية والفنية التى نظمتها جمعية الواحات البحرية للتنمية المستدامة "تحت التأسيس" فى مدينة البويطى وبالتعاون مع فندق الوادى الذهبى، مؤكدا أنه أرسل إلى العديد من الفضائيات والصحف للانضمام إلى هذه الدعوة التى أطلقتها جماعة الهجرة للجنوب لتنمية الواحات البحرية والتنبيه بالكنوز السياحية والإستثمارية التى تحتويها وتزخر بها هذه المنطقة ولا يعرفها إلا القليل جدا من المصريين، إلا أن غالبية هذه الفضائيات بإستثناء فضائية واحدة، اعتذرت وتعللت بأنها لا تسمح بإنتقال كاميراتها إلى أماكن خارج القاهرة والمبيت فيها إلا فى حالة وقوع حدث هام كحادث نجع حمادى.
وقال شريف حداد أحد مؤسسى جمعية الواحات البحرية "تحت التأسيس"أن فكرة الجمعية جاء انطلاقا من رغبة عامة وجماعية لأهل الواحات بوجود كيان أهلى منظم يحمل على عاتقه الدعوة إلى تنمية الواحات وازدهارها ،خاصة وأنها لن تنهض إلا بمزيد من الدعوات لتنميتها وتبنى المشروعات والأفكار والطموحات التى تخدم هذه المنطقة ويحلم بها أبناء الواحات بعرضها على الجهات المعنية ولفت انتباه المسئولين إلى ضرورة حل المشاكل والمعوقات وسوء الخدمات من طرق وإنارة وخدمات علاجية وترفيهية ومستشفيات التى لابد من القضاء عليها وهذا هو دور الجمعية المهم ونقطة انطلاقها.
وكشف أحمد الشيمى خبير سياحة الصحراء فى الواحات البحرية، أن وزارة الدولة لشئون البيئة فرضت مؤخرا رسوما قدرها 5 دولار لزيارة المحميات الطبيعية فى حين أى محمية طبيعية أخرى فى مصر الرسم المقرر لزيارتها لايتجاوز 3 دولار وهو ما يحمل السائح بأعباء زائدة ويحد من زياراته وتردده.
كما انتقد عدد من أهالى الواحات المضايقات التى يتعرضون لها من شرطة السياحة بسحب تراخيص سياراتهم الملاكى رغم ارتفاع تكاليف التقسيط التى تتجاوز الـ300 ألف جنيه للسيارة الواحدة لتكون جاهزة للعمل فى هذا النوع من السياحة وإيقافها عن العمل وعدم إصطحاب أية أفواج سياحية إلا من خلال شركات سياحية وهو الأمر الذى يسبب إزعاجا كبيرا بين الأهالى، وزاد من قلقهم على ارزاقهم التى تعتمد بالمقام الأول على ممارسة سياحة الصحراء.
أهالى الواحات البحرية يحذرون من سيطرة الشركات الوهمية على السياحة والاستثمار بالصحراء.. و"الهجرة للجنوب" تدعو المسئولين للتدخل
الإثنين، 18 يناير 2010 10:25 م