كتب الفنان الكوميدى عادل إمام مقدمة الكتاب الجديد للكاتب الساخر يوسف معاطى "كراسى" الصادر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، وفى مقدمته يحكى الزعيم عن علاقته بمعاطى منذ تعارفهما الأول، ومشاركة عادل إمام فى تمثيل عدة سيناريوهات من تأليف معاطى منها أفلام : السفارة فى العمارة، والواد محروس بتاع الوزير، وعريس من جهة أمنية، ويعرض تفاصيل المشكلات التى صادفت كل منهما مع الرقابة حول هذه الأفلام.
أما عن الكتاب فالبطل الرئيسى فيه هو"الكراسى" حيث يعطيها معاطى فى كتابه المجال لتحكى عمن يجلسون عليها ، ومن ثم تقوم بسرد الهموم والأسرار التى صارت بحكم العشرة همومها وأسرارها.
يحاول معاطى إخراج هذه الكراسى عن صمتها كى تشعر بآلام البشر وفرحهم وكذبهم وصدقهم على نحو ساخر، عبر رؤية مغايرة، فتسخر أحيانًا وتتعاطف فى أحيان أخرى، وتشكو وتتذكر التاريخ الذى نصر نحن على نسيانه.
يتناول الكتاب العشوائية والتخبط، والدسائس والمؤامرات والخيانات، والمظهرية والفساد والمتاجرة فى البـشر وبيع البنـات الصـغيرات للسائحين العرب، عن طريق عشرة كراس الأول منهم "كرسى خشب والقعدة قش". ويتحدث ذلك الكرسى وهو ملقى فى إحدى كافيتريات المهندسين عن صفقة بيع بنت لثرى خليجي، يمتعض من طريقة الفصال وعرض البضاعة، ليشفق القارئ مع هذه الأنثى الخجول التى تساق كالنعاج إلى الذبح، ليفاجأ بعد قليل أن هذه هى المرة الثالثة التى تباع فيها بعلمها وأنها كانت فى كل مرة تجرى ترقيعًا لغشاء البكارة.
بينما يدخل بنا الكرسى "الطلياني" إلى عالم محدثى النعمة الذين أصابهم الثراء فجأة، ومدى قبح مظهريتهم حينما تتأمله إحداهن وهو غاية فى الشياكة فتعترض على لونه، وتجلس عليه فى المحل فيتقيأ من رائحة عطرها الرخيص وطريقة كلامها الشعبية التى لا تجيد فى الحياة شيئًا غير الشراء.
ويحكى كرسى آخر مكانه مكتب أحد الوزراء الذين مضى على توليه الوزارة ربع قرن عن دهاليز الوزارة والتوزير، وفى مؤتمر صحفى يعقده الوزير احتفالاً بتجديد الثقة يسأله صحفى عن تجديد ديكورات مكتبة التى تكلف خزينة الوزارة الملايين كل عام، فيدّعى الوزير أن مكتبة لم يجدد منذ ربع قرن وأن هذا الكرسى لا يزال معه منذ القدم وأنه أحضره من بيته- ثمنه 35 ألف جنيه –، وفى النهاية يعين الصحفى الذى يكتب كثيرًا عن فساد الوزير مستشارًا صحفيًا لدى الوزارة فى الوقت الذى تشترى فيه زوجة الوزير اثنى عشر كرسيًّا من النوع نفسه على حساب الوزارة لشقتها فى الساحل الشمالى .
وهكذا مع كل كرسى نتعرف على حكايات الفساد والدعارة والقبح ، وهى حكايات ربما لا تعرفها إلاّ الكراسى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة