ففى تمام السادسة من مساء غد الاثنين سيتمكن محبو وعشاق "روزا" من الاطلاع على عدد "نادر"، هو الأول للمؤسسة العريقة، ظهر للنور قبل 85 عاماً، حينما حققت فاطمة اليوسف أمنيتها بإصدار صحيفة أسبوعية مصورة سعر النسخة منها 10 مليمات، تحمل اسمها لأنها، وكما كتبت فى افتتاحية العدد الأول، "شعبة من نفسها" فى سابقة أثارت ضجة بين المثقفين جلبت معها للفنانة المسرحية اتهامات بالغرور لم تنل من عزيمتها بقدر ما رسخت لـ "جرأة" اعتنقتها.
ففى إطلالتها الأولى تعهد صناع "روز اليوسف" أن يتحول وليدهم لقوة تنويرية فى المجتمع تنطق باسم الفن والعمل الصالح، يبدو ذلك واضحاً من الغلاف الأول، صورة رائعة لآلهة الربيع "فلورا"، ترمز إلى بدء "تدفق الحياة" فى هذا الوقت من كل عام داخل كل كائن حي، وفى نهاية المجلة كانت تطل "مريم المجدلية"، التى قال فيها المسيح مأثوراته "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر".
هكذا بدت "روزا" فى الظهور الأول، تنويرية همها الأول نشر ثقافة الفن والأدب بين الناس، حاملة بين صفحاتها الـ 16 دليلاً على ذلك .. كتابات بأقلام قامات بحجم الأديب إبراهيم عبد القادر المازنى، والشاعر أحمد رامى والقانونى الشهير آنذاك محمد لطفى جمعة هذا بخلاف مقالة عميقة تقارن بين 3 أنواع من دموع "المسرح" الحزن، والروع واليأس.
وعلى نفس هذا الخط، الذى يحتمل الجمع بين النزعات المتناقضة دون ضجيج، مضى إحسان عبد القدوس، الذى رحل عنا فى مثل هذه الأيام قبل 20 عاماً، معتنقاً الحرية كمبدأ للإنتاج الأدبى والعمل الصحفى، مستنداً إلى نزعة "ليبرالية" جعلت من ذلك المبنى الأنيق الواقع بتقاطع شارعى "قصر العينى" و"المبتديان" بوسط القاهرة مركزاً لـ "صحافة الاختلاف" التى لا تخفى تحيزها طوال الوقت لقبول ثقافات الآخر وآرائه .. جريئة تسبق دوماً إلى طرح الأفكار الحداثية وإن بدت صادمة.
وغدا يواجه كرم جبر، رئيس مجلس إدارة "روز اليوسف"، تحدياً أصعب من العمل على إنجاح احتفالية المؤسسة بالذكرى الـ 20 لرحيل إحسان عبد القدوس، وهو الحفاظ على الهوية التنويرية التى اتسمت بها "روز اليوسف"، منذ صدورها، دون تخلف عن معطيات الإعلام الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة