عاصفة جديدة من النقد الأمريكى للحكومة المصرية على خلفية اعتقال النشطاء المطالبين بشفافية التحقيقات فى حادثة نجع حمادى يراها الخبراء لن تضر بالعلاقات بين القاهرة وواشنطن التى وصفوها بالإستراتيجية.
عدد من الدبلوماسيين وصف بيان الخارجية الأمريكية بأنه معتاد، فى قضايا الأقليات ورغم أن مصدر دبلوماسى مسئول، أوضح لليوم السابع أن بيان الخارجية الأمريكية صدر بعد الإفراج عن النشطاء الحقوقيين ولن يتم تصعيد الموقف داخل الكونجرس وغيره من مؤسسات صنع القرار الأمريكية، إلا أن المصدر الدبلوماسى عاد ليؤكد على رفض مصر التدخل فى شئونها الداخلية وتحقيقات النيابة العامة.
السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية السابق قال لليوم السابع إن مصر اعتادت كل عام على إصدار مثل تلك التقارير الأمريكية عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، نظرا لأن تلك القضايا أصبحت يقاس بها تقدم الأمم والشعوب فى نظر الإدارة الأمريكية.
مضيفا أن مثل تلك التقارير التى تصف أوضاع حقوق الإنسان من المفترض أن يكون أمرا مفيدا لنا لكن بشرط ألا يكون من ورائه أهداف خبيثة من أجل التدخل المباشر أو غير المباشر فى الشأن الداخلى المصرى والضغط على الحكومة المصرية من أجل التقليل من حجم المعونات الاقتصادية الممنوحة لها.
وأوضح خلاف أن مثل تلك التقارير الخاصة بحقوق الإنسان أصبحت جزءا هاما من آلية المجتمع الدولى، ولن تعد لدينا حساسيات منها كما كان الوضع أيام الستينات والسبعينات من القرن الماضى.
وشدد مساعد وزير الخارجية السابق على أن السبب وراء الإفراج عن النشطاء الحقوقيين الذين تم القبض عليهم مؤخرا ليس بسبب أى ضغوط أمريكية أو غيرها، ولكن بسبب تأكد السلطات المصرية من الدافع وراءهم لم يكن بسبب أى أجندات سياسية دولية، بل كان من أجل دفاعهم عن قضية الوحدة الوطنية بين شقيى الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين.
وعلى جانب آخر أشار السفير ناجى الغطريفى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى أن قضية تدخل الولايات المتحدة فى الشئون الداخلية المصرية أمر فى صالح الحركة الوطنية والشعبية مؤكدا فى الوقت نفسه أن التدخل السافر من الحكومات الغربية فى الشئون الداخلية للدول هو أمر غير مقبول وفقد مصداقيته، نظرا لأهدافه السياسية التى تسعى إليها تلك الدول العظمى، مضيفا بأن العالم أصبح مفتوحا على ثقافات بعضه بعضا ولا يمكنه قبول مثل تلك الأمور.
وكانت الجمعية القبطية الأمريكية قد أيدت بيان الخارجية الأمريكية وأعادت نشره على موقعها الإلكترونى نقلا عن اليوم السابع، مطالبة واشنطن بالتدخل لحماية النشطاء الحقوقيين المدافعين عن حقوق الأقباط.
فيما رفضت السفارة الأمريكية بالقاهرة التعليق على البيان الذى نشرته وزارة الخارجية هناك، تعليقا على "القبض على أشخاص تظاهروا تضامنا مع الأقباط الذين قتلوا فى 6 يناير فى نجع حمادى بصعيد مصر"، وما إذا كان ذلك سيؤثر على العلاقات بين البلدين.
ووصفت البيان بأنه واضح ويعبر عن نفسه، حيث كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعربت عن كونها "قلقة للغاية" من تلك الاعتقالات التى حدثت،جاء ذلك على لسان مارك تونر المتحدث باسم الوزارة، كما دعت واشنطن الحكومة المصرية إلى "احترام حقوق كل الذين يعبرون سلميا عن آرائهم السياسية وتطلعاتهم للحرية" بحسب ما جاء فى البيان.
كان الشرطة قد أخلت سبيل المعتقلين امس السبت، بعد أن تعرضوا للحجز بسبب رغبتهم فى التعبير عن تضامنهم مع أسر الأقباط الستة الذين قتلوا فى المذبحة التى جرت فى هذه المدينة الواقعة فى صعيد مصر فى السادس من يناير الحالى.
موضوعات متعلقة..
واشنطن تعرب عن "القلق" تجاه اعتقال الأقباط
خبراء:انتقاد الخارجية الأمريكية لن يضر بالعلاقات مع واشنطن
الأحد، 17 يناير 2010 03:35 م