أكد نائب رئيس شركة تويوتا العالمية كاتسوكى واتانبيه أن قطاع السيارات شهد ارتفاعا مهما فى المبيعات خلال عام 2007، وأكدت المؤشرات على استمرار حالة الارتفاع فى الطلب خاصة فى الأسواق الجديدة (مشيرا بصفة خاصة للهند) وهو الطلب الذى اتسم بالتزايد عبر الوقت ومن عام لآخر، واستمرت حالة الارتفاع فى الطلب حتى ربيع 2008 حينما بدأ التذبذب فى السوق ثم أزمة ليمان فى الولايات المتحدة وما تلاها من تزايد الأزمة لتصبح على مستوى عالمى. وأشار واتانبيه إلى أن عام 2009 كان عام صعب على السوق والأهم أن التحدى ما زال قائما ولا توجد مؤشرات على التطور خلال عام 2010. ولكن على الرغم من هذا هناك بعض الفرص، خاصة فى الأسواق الجديدة، فالطلب ما زال متزايد فى دول كالهند مقابل انخفاض الطلب عموما فى الدول الأكثر تقدما.
وأضاف واتانبيه أنه فى بداية عام 2009 وعندما وجه خطاب التهنئة بالعام الجديد للعاملين فى الشركة (بوصف التهنئة بالعام الجديد أحد التقاليد اليابانية الأكثر أهمية) أشار إلى احتمال وجود تذبذب فى السوق وإمكانية وجود أثر سلبى لتلك التطورات. إلا أن التغير كما يقول ومنذ أبريل 2009 بدأ يأخذ منحى أكثر حدة، واعتبر أن المشكلة الأساسية لهذا التغير أنه كان أسرع وأعمق من التصورات المسبقة عنه. أهمية الحديث المباشر عن واقع قطاع صناعة السيارات والتحديات التى تواجهها كقطاع يابانى مهم، أو تويوتا وما تمثله من شركة مهمة فى السوق المحلى والعالمى، تتجاوز كل هذا لتطرح بشكل غير مباشر العديد من التساؤلات عن واقعنا وواقع الصناعة فى بلادنا. ولنقل بمعنى أخر أنها تلمس نقاط كثيرة حول دور رأس المال ليس فى تراكم الثروة وحسب ولكن فى تحقيق التنمية ومراعاة الجوانب الصحية والاجتماعية مع تحقيق الربح، معادلة قد تبدو صعبة أو مستحيلة فى ظل رؤية نمت فى معظم الأحيان على أن العلاقة مباراة صفرية بين المنتج والمستهلك وهو ما يقول واتانبيه بشكل غير مباشر أنها ليست كذلك ولن تكون، ولكنها بالمقابل علاقة مشاركة وبناء فى جسد واحد. واتانبيه بالإشارة إلى أهمية صناعة السيارات على مستوى العالم والأنشطة العديدة المرتبطة بها،
أشار واتانيه إلى أن فرص السوق فى اليابان ليست كبيرة، فالسوق المحلى ليس هو الأساس، خاصة وأنه يتقلص مع الوقت لعدة أسباب أبرزها ارتفاع السن بالنسبة للشعب اليابانى بمعدل هو الأعلى فى الدول الصناعية المتقدمة، وهو ما يرتبط بانخفاض الطلب على اقتناء السيارات، فمن يملك سيارة قد لا يسعى لامتلاك سيارة جديدة. وبهذا فإن الاعتماد الأساسى هو التصدير للسوق الخارجى وهو الأمر الذى شهد تزايدا هاما مع الوقت والأهم أنه كان تزايد متصاعد خاصة فى الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا وأفريقيا.. وهو ما اتاح الحديث عن تقدم التصدير واتساع الفرص أمام السيارات اليابانية فى السوق الخارجى فى ظل تزايد الطلب.
ويؤكد أن حلمه الأساسى هو إنتاج سيارة صديقة للبيئة تقوم على أساس حسن استخدام الطاقة وحماية الفرد بمعنى أن تكون صديقة للبيئة وللبشر من خلال نظم الحماية المتطورة. ويشير لوجود مخطط لمدينة أحلام صديقة للبيئة وأكثر أمنا وإيجاد بيئة أفضل للحياة ومراعاة البعد الاجتماعى للمنطقة فى ذات الوقت. وبهذا ففى مجال الطاقة تهدف البحوث والدراسات وبالتالى السياسات المتبعة إلى استخدام الطاقة بأقصى درجة من درجات الكفاءة وتقليل الهدر لأقصى درجة. وفى هذا الإطار تقوم الشركة بتطوير العديد من المشاريع الخاصة بالسيارات الهجينة التى تجمع بين استخدام الوقود فى صورته السائلة بالإضافة إلى غيره من صور الطاقة وخاصة الكهرباء. هذا بالطبع يحتاج كما أكد إلى بذل المزيد من الجهد البحثى فى زيادة كفاءة بدائل البنزين لأنه يبقى هو الأكثر كفاءة فيما يتعلق بمدة الاستخدام حسب المسافة مقارنة بالغاز والكهرباء، ولكن هذا يبقى تحدى مهم لزيادة المجهود فى البحث والتطوير وليس العكس.
وأوضح واتانبيه على أن أن فلسفته فى الحياة وفى المال ليست مجرد وسيلة للبقاء والابقاء على الذات. ويؤكد على أن من يبقى فى السوق هم فقط القادرون على التعامل بإيجابية مع التغيرات الحادة فى السوق، كما يؤكد ان سياسة أى شركة، كما هو الوضع فى تويوتا، أنه حتى وأن انخفض الطلب فى السوق فمن المهم الحفاظ على الربح، ولكن فى ظل مراعاة ثلاثة أسس أساسية يجب الحفاظ عليها، وهى:
1. إنتاج منتج جذاب: وهو ما يتطلب وفقا له مراعاة عدة اعتبارات فى المنتج (السيارة)، وخاصة ان تكون السيارة صديقة للبيئة وصديقة للبشر، هذا مع مراعاة تحقيق العامل التالى
2. تقليل السعر: وهو البعد الثانى الهام، فإذا كان من المهم الاهتمام بالجودة فلابد من مراعاة تقليص السعر بقدر الإمكان وهو ما يتطلب تخفيض السعر الثابت وإنتاج سيارة تناسب الاحتياجات المختلفة.
3. أن هذه الأهداف تتطلب الاهتمام بها فى كل مراحل الإنتاج بالطبع، فالعمل منذ البداية يسعى لزيادة الجودة وتقليص السعر وإلا فقد المنتج القدرة على المنافسة.
و فى مجال كبار السن فيؤكد على ضرورة اتباع سياسات حماية الحياة والأمن والبيئة، وهنا أشار إلى الجهود التى تبذل فى مجال الروبوت "الرجل الآلى" من أجل مساعدة كبار السن.
يذكر أن تم اختياره من قبل مجلة التايم فى عامى 2005 و2007 بوصفه واحد من الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا خلال العام.
نائب رئيس شركة تويوتا العالمية كاتسوكى واتانبيه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة