القارئ محمود ناسا يكتب:صوت الشيطان بداخلك

الأحد، 17 يناير 2010 10:31 ص
القارئ محمود ناسا يكتب:صوت الشيطان بداخلك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا غير مؤمن، هذا انطباع مبدئى ينتج عنى تجاه كل شىء فى بدايته، حتى أستطيع أن اثبت ذلك أو العكس فيزداد ايمانى أو كفري، فى مرحلة الجامعة، تحديدا عند احتكاكى بالاتحاديات الطلابية وفكرة الانتخاب والمشاركة فى الأنشطة، وذلك القطاع الذى أرى فيه مثالا مصغرا طبق الأصل لما يحدث فى الأنظمة الحاكمة والمسيطرة فى مصر، وحين تفتحت لى الفرصة كى أكون عضوا فى هذه المنظومة، المقصود أن أكون عضوا فى اتحاد الطلاب، وبناء على فكرتى المسبقة كنت رافضا رفضا تاما للمشاركة، استمر هنا أحد أصدقائى ممن يكبرنى سنا ويسبقنى فى الدور الدراسى ويحمل خبرة أكثر، والذى تعرفت عليه حينها، ووجدنى مثالا مما يبحث عنهم، وكنت أعجبت بشخصه احتراما وفكرا، أنا الذى يحمل شعورا حالما مزودا بالحرارة فى آن واحد تجاه ما أراه خطاء ومخالفا، بل ويزداد إلى حدة غليان الثورة والرغبة بالتغيير القاطع والفورى والذى ينتهى بأغلب هذه النوعية إلى الانطواء أو يكونوا مصدرا للإزعاج والقلق غير المفيد فى بعض الظروف، ساعتها كنت غير مؤمن بالدولة وما تنتجه من مؤسسات تزداد فسادا يوم بعد يوم، وأصر صديقى على فكرة أن نغير ولو حتى تغيير بسيط نحن بأنفسنا، هنا كان يملا الاتحاد أمثلة أراها فاسدة تسمح بكل ما هو ليس فى صالح الطلبة أو تأتى بنتائج منحرفة لما هو مرغوب من تحقيقه كنشاط لاتحاد طلاب، وبمشاركتنا سوف نغلق تلك الفرصة على وجود مثل هذه الأمثلة، وقد نحقق إصلاحا فى الوقت ذاته، وفى المستقبل نكون أسباب مباشرة وغير مباشرة لتمرير شخوص أسويا لديهم القدرة والفكر والحافز والمنطق ذاته، دخلنا فى عمل منظم، أو كما كان هو يرى، سلسلة وشبكة ضد سلسلة وشبكة، أتذكرها الآن وهو يشير بأصابع اليد يشرح لى الفكرة، وكان يقابل ردود افعالى والتى كانت غالبا الصمت والنظر إليه بتمعن، لكننى اقتنعت، تغيرت من الامتناع إلى المشاركة تحول ايمانى وازداد كفرى بما فات.

بعيدا عن التجربة والمحاولة، هل نجحت أم لا، هل أصابت زعزعة للراكد، أم لا، بعيدا عن كل هذا، أحتاج هنا أن أندب سلبيتنا، أن أرفضها تجاه كل شىء نستطيع تغييره ولا نغيره، نفضل فعل اللافعل، الامتناع، الكسل الخوف، أفضل ما نقوم به، حتى وصل بنا الحال إلى ما نحن عليه، قبل أن أبدا هذه السطور لم تتبلور فى رأسى الفكرة بالظبط، عن ماذا تبدأ دعوتى والى أين تنتهى أو كيف أقدم دعوتى بشهود وأدلة ممنطقة، تكون تمريرا لعقيدة القدرة على التغيير.

عندما ذهبت للحصول على بطاقتى الانتخابية فى سن الجامعة، كانت تحتلنى الأحلام أرفع عينى إلى السماء وارى أن غدا قادم أتخيله واستحضره فى روحى، ازداد حماسة ، وأقتل الإحباط، (إللى هما عايزين يجيبوه هيجيبوه) هكذا اسمعها دائما وسوسات شيطانية نستخدمها وتقتلنا وتدمر كل أمل.

جميعا يجب أن لا نمتلك صوت الشيطان الذى يوسوس فى الرأس ولا ندرى.. أنت وأنا نمتلك صوت آخر صوت أعطاه الله لنا كحق مكتسب نستخدمه فى درء مفسدة حتى لو لم تحقق مصلحة، تذكر انك تمتلك فرصة منع أن يأتى إنسان فاسد، تذكر أنك ستكون سببا يمنعه عن الوصول إلى مراده، تذكر أن لك صوتا، لك حرية، لك حقا تستطيع أن تستخدمه. (خلى عندك صوت).



تقدر تستخرج بطاقتك الانتخابية حتى 31 يناير 2010 .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة