يا سيدةَ المعقول..
واللامعقول..
كيف تحَوَّلَ قلبُكِ عنِّى ..
ما بينَ الليلةِ وضُحَاهَـا ..
أينَ القلبُ الحانى المُشْفِقْ؟!
يا سَـيِّدَتِى.. مَنْ فَـرَّقَنا..
من حُلْو بساتينكِ يسرقْ
لمارآنى.. لن أسترَهُ ..لم أستسلمْ
أوغَرَ صدرَكِ
قال بأنى الخائنُ عهدًا.. والمتمردْ..
يا سيدتى يا مالكةً.. جهرى.. سـرِّى ..
لست أنا بالقلبِ القاسِى أو المُتشــدِّدْ ..
يا سيدتى عشتُ العمرَ أسِـــيرُ إليْكِ
أنا المُرْتَحِلُ شرقا.. غربًا..
وفؤادى عند العتبات يُكَفْكِفُ دمعةَ حُزْنٍ ..
دَمْعَةَ شـوْقٍ ..
دمعةَ لُقْيَا.. بين يديْكِ
ويطلب إذنا أن يتكَلَّـمْ..!!!
أن يتألَّمْ..!!!
يا سيدتى..
منذ ولادةِ أمِّى لِي.. ما زلتُ فوقَ شواطِئِكِ
لكِنِّى لمَّا أتأقلَمْ ..
يا سيدتى هل أطلبُ إذنًا كَى أحْيَا..؟!
والشمسُ المشرقةُ علينا
هل تطلبُ إذنا إذ تطلع؟!
والبدرُ الكامِلُ حينَ.. يُضِيءُ سَمَاءَ الكَوْنِ المُظْلِمِ جدًا
هل يَطلبُ إذنا إذ يَسْطعْ
والزهرةُ حينَ تفوحُ .. وحين تبُوحُ
لشذاها تَسْطِيعُ الرَّبْوةُ أنْ تَمنعْ ؟!
والغـَيْـمَـة هل تأخذ إذنا حين تريدُ هطولْ ؟!
والشاعر هل يطلبُ إذنا حين يريدُ يقولْ ؟!
والبلبلُ هل يأخذُ إذنًا يا سـيِّدتى بالتغْريدْ؟!
وفتاكِ هل يأخذ إذنا أن يسعدَ بلقاء حبيبته..؟!
أو يسْـكُنَ عُشَّ العصفور..؟!
أو يُنْجبَ من يفرحُ معه يومًا بالعيـدْ؟!
لا يحدث هذا يا سيدتى إلا فى زمن السـوْء..
لايحدث هذا يا سَـيِّدتى إلا فى أرضٍ
لا يسكُنُهَا إلا القاتِلُ عَمْدًا كلماتِى الباحثةَ عن الضوْءِ..
فى أرضٍ لا تخجلُ منْ عَوْرَتِهَـا أمامَ غريبْ ..
فى أرضِ تنابلَةِ السُّلطانْ
فى أرضٍ
لم تنبت إلا الصبَّار ..
فى أرض ٍ
لايسكنُهَا إلا عبيدْ
* شاعر وكاتب مصري
مدحت
القارئ حسين حرفوش يكتب: يا سيدةَ المعقول.. واللامعقول !!
الأحد، 17 يناير 2010 07:04 م