محمد حمدى

الفتنة حتى فى الكرة!

الأحد، 17 يناير 2010 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمنتهى البساطة والعفوية قال المدير الفنى للمنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم أنه يضع الإلتزام الأخلاقى كأحد الشروط اللازمة لضم أى لاعب للفريق، ومعه الكثير من الحق فيما قاله، وكنا نسمع قديما عن لاعبين فى المنتخب والأندية يقضون سهرات حمراء فى البطولات، ولا زلنا نسمع عن بعض اللاعبين المغرمين بالسهرات الصاخبة حتى الصباح، وهو أمر لا يستقيم مع لاعب الكرة، الذى يفترض ان يعيش فى نظام صارم، ينام مبكرا ويصحو مبكرا.
وأتذكر تصريحا للجوهرة السوداء لاعب البرازيل الأشهر بيليه حينما سئل ما الشىء الذى يفتقده فى حياته فقال إحساس الساعة الثامنة!

فقد كان بيليه فى غير المباريات التى تمتد لبعد الثامنة مساء يأوى إلى فراشه فى السابعة مساء، ويصحو من نومه مبكرا، وفى الأيام العادية يتدرب لاعبو كرة القدم مرتين فى اليوم الأول تدريب صباحى، وهو غالبا خاص بأمور اللياقة البدنية، والآخر مسائى يتم التركيز فيه على المهارات والعمليات الخططية.

وهكذا يبدو كلام شحاتة معقولا، فهو يريد لاعبين ليس لديهم سوى كرة القدم، التى تحولت إلى مهنة بعد أن كانت هواية، ولكل مهنة متطلباتها، والرياضة تستدعى الالتزام، وربما هذا ما قصد حسن شحاتة قوله، لكن كالعادة تم تحوير التصريحات وتأويلها وتحميلها أكثر مما تحتمل.. حيث ركز البعض على أن الالتزام الذى قصده شحاتة هو التزام دينى، بمعنى أن المنتخب مفتوح للمتدينين فقط وليس لغيرهم.

وكالعادة قامت الدنيا ولم تقعد وتعرض شحاتة لحملة هجوم طاحنة ركزت فى مصر على اتهامه بالطائفية ودعوته إلى الاعتذار عما قاله، أما فى إيطاليا فقد اعتبرت تصريحات شحاتة طائفية وتساءلت صحيفة إيطالية: أين اللاعبون المسيحيون فى المنتخب فى إشارة إلى أن اختيارات المدرب تتم على أساس طائفى دينى.

والحقيقة أنه من حق شحاتة وضع المعايير التى يراها مناسبة لاختيار لاعبيه، طالما هى فى صلب اللعبة، ولاتخرق القانون، ومن حق الصحافة الرياضية والجماهير أن تسأله عن أسباب اختياراته ولماذا اختار لاعبا وترك آخر.. لكن ليس من حق أحد أن يحرف الكلان عن مواضعه.. كما ليس من حق أحد محاكمة أى إنسان على تصريحات منشورة فى الصحف دون التأكد من صحة هذه التصريحات وهل قالها صاحبها.. أم لا؟

أنا شخصيا أعمل فى مهنة الصحافة منذ أكثر من عشرين عاما، وقد وقعت فى هذا الخطأ مرات عدة، حتى اكتشفت أن بعض وسائل الإعلام لا تنقل الكلام نقلا دقيقا وأمينا، لذلك حين يستفزنى تعليق أى شخص سواء بالسلب أو الإيجاب أعود إلى عدة مصادر للتأكد منه، وأحيانا أرجع إلى صاحب التصريح نفسه لسؤاله فيما قال.. ولم تعد المشكلة أن وسائل الإعلام تتعامل مع الحقائق على طريقة لا تقربوا الصلاة.. ولا تكمل الأية، وإنما يلجأ البعض إلى الاجتهاد من تلقاء نفسه ونسبة كلام لأناس لم يقولوه.
وقد يكون هذا الأمر رغم عدم صوابه مقبولا فى حوار مع فنانة تقول رأيها فى ماكياج زميلتها، لكن حين يتعلق الأمر بالأديان والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين الملتهبة فى هذا الوطن لا يبدو الأمر مقبولا أو معقولا، بل يجب تجريمه ومحاسبة من يقومون به لأنه يدخل فى باب الفتنة التى هى أشد من القتل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة