شن مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، هجوما حادا على الصحف ذات التوجه الأيدولوجى، واعتبر ابتعادها عن المهنية والموضوعية والخلط بين الرأى والخبر نوعا من الخداع للقارئ، واصفا الصحف التى يقل توزيعها عن 20 ألف نسخة بـ "الصحف الخايبة متآكلة المصداقية".
قال مكرم خلال افتتاح مؤتمر "الخبرات الدولية والمحلية فى تغطية الإعلام للانتخابات العامة" الذى نظمه مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان صباح اليوم، السبت، إن انتخابات 2005 البرلمانية والرئاسية لم تكن نزيهة تماما، فى ظل انحسار سلطات القضاة المشرفين عليها داخل لجان الصناديق، وتفشى جرائم البلطجة والمنع وشراء الأصوات خارجها.
واتهم الصحف الخاصة بأنها تشتمل على كم كبير من التلوين فى الأخبار بما يخدم أهدافها وسياستها، وهذه أحد الأمراض المهمة التى يجب معالجتها مستشهدا بحادث نجع حمادى، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن تلوين الأخبار يقفز بتوزيعها إلى أرقام كبيرة والصحف التى تعتمد على التلوين فى أخبارها ستظل تفقد مصداقيتها لدى القراء والخلط بين الخبر والرأى مثل الخلط بين الإعلان والخبر.
ونفى مكرم إمكانية حدوث انتخابات برلمانية نزيهة نهاية العام الجارى حال استبعاد جماعة الإخوان المسلمين أو أى تيار آخر، مشيرا إلى ضرورة تفهم الجماعة أن برنامجها لا يصلح لحزب سياسى، لاشتماله على أفكار التصنيف الدينى وإنكاره أن الأمة مصدر السلطات.
واتهم النقيب النظام الانتخابى الإيرانى بتصفية المعارضين الطامحين فى الترشح للانتخابات، عبر حصر صلاحية المرشحين فى الحوزة الدينية والمحافظين تحديدا، معتبرا ظاهرة حشد الجماهير محاولة معروفة ومتكررة لخداع الغرب بالديمقراطية.
وأكد محمد الشبه، رئيس تحرير صحفية نهضة مصر، ضرورة نزاهة التغطية الإعلامية ذاتها قبل الحديث عن انتخابات نزيهة أو المطالبة بها، لافتا إلى خطورة ضعف القدرة المهنية خاصة لمحررى الصحف الحزبية، وعدم دراية الصحفيين بالقوانين المنظمة لمهنتهم.
فيما أكدت "جيوفانا مايولا" الباحثة بالمرصد الدولى لمراقبة الإعلام بإيطاليا استحالة توحيد نموذج لأدوار ومسئوليات الصحفيين فى التغطية الإعلامية للانتخابات، طالبت بدعم الإعلام المصرى فى إقامة ميثاق شرف خاص بتغطية الانتخابات، إلى جانب مدونة سلوك للمسئولية الإعلامية والصحفية فى الرقابة على الانتخابات.
ولفت صبحى عسيلة، الباحث بمركز الأهرام الإستراتيجى، إلى سيطرة الأخبار السلبية عن الرئيس مبارك على نسبة 97 % من المادة الصحفية لجريدتى صوت الأمة والدستور خلال الانتخابات الرئاسية الأولى، مقابل نسبة مماثلة لأخبار جماعة الإخوان المسلمين بالصحف القومية خلال انتخابات البرلمان الماضية، مستنكرا حالة الاستقطاب السياسى للصحفيين فى المواسم الانتخابية.
وكشفت الدكتوره رشا علام، مدرس الإعلام، عن تغييب الوعى الانتخابى عن 28 % من المواطنين يمثلون نسبة الأمية فى مصر، وفقا لتعدادهم الرسمى فى 2007 ، مؤكدة صعوبة استيعابهم مغزى الرسالة الإعلامية الموجهة إليهم.
ولفتت علام إلى خطورة غياب مركز استطلاع إعلامى موحد ومحايد يعنى بمعلومات الانتخابات، مطالبة بإنشاء هيئة مستقلة لتنظيم رقابة الصحفيين للانتخابات وتغطية أحداثها.
وقال ضياء رشوان، الباحث السياسى، أن عامى 1976 و2005 شهدا وحدهما انتخابات نزيهة نسبيا، لافتا إلى انحسار مرشحى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 5 أحزاب فقط، جراء التعديلات الدستورية الأخيرة، واستحواذ رئيس الجمهورية على حق تشكيل اللجان المشرفة على الانتخابات، مع استبعاد الإشراف القضائى بتعديل المادة 88 من الدستور.
واعتبر رشوان الانحياز الإعلامى أمرا أساسيا فى الصحف والفضائيات كما الحال فى السياسة، معتبرا وقوعه فى الصحف القومية نوعا من اختلاس الإرادة الشعبية.
وطالب رشوان بتشكيل لجنة من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين لحماية الصحفيين أثناء تغطيتهم الانتخابات العامة فى مصر، وإسراع النقابة بتقديم مشروع قانون تداول المعلومات الذى أعدته، لتضع الحكومة فى حرج حال تقدمها بمشروع قانون سيئ السمعة.
مؤتمر "القاهرة لحقوق الإنسان" يوصى بمدونة سلوك للتغطية الصحفية للانتخابات.. ونقيب الصحفيين: لا انتخابات نزيهة فى ظل استبعاد الإخوان.. والصحف "الخايبة" توزع أقل من 20 ألف نسخة
السبت، 16 يناير 2010 10:12 م
مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين