د. أشرف بلبع

تميز التعليم الأساسى طريق لنهضة مصر

السبت، 16 يناير 2010 07:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرتكز معنى النهضة على أسس أولها الإنسان وعندما تعقد الأمم عزمها على النهوض فإنها تبدأ ببناء الإنسان منذ طفولته بناء يمكنه من المشاركة فى هذه النهضة.

ويعد تميز التعليم الأساسى وفعاليته هو الطريق لتفادى البناء العشوائى للإنسان الذى يؤدى إلى مجتمع عشوائى غير قادر على النهوض.

ويرتكز تميز التعليم الأساسى على أسس منها المناهج التى لا تعتمد على الحشو، ولكنها تسعى لبناء عقل الطفل وقدرته على التحليل والإبداع وبناء ما يعتنقه من قيم فيما يختص بالجدية والإتقان والنظام والنظافة والجمال واللياقة والدين الوسطى الصحيح. كما يرتكز تميز هذا التعليم على اختيار مدقق لهيئة تدريس مؤهله علمياً وتربوياً بمعنى الكلمة متحمسة لعملها، وهذا ينطبق على كل من يقوم بالإدارة والتفتيش والتقييم لتحصيل الطلاب ولأداء هيئة التدريب والإدارة.

لابد أيضاً أن يشتمل تميز هذا التعليم على قناعة أن هذه السنوات هى حجر الزاوية فى رعاية الطفل المصرى فكرياً وصحياً وغذائياً ونفسياً، وفى مقاومة أى تأثيرات سلبية على الطفل من الأسرة أو المجتمع.

أن تميز هذا التعليم سيبرز كل طفل موهوب أو مبدع وسيوقف نزيف الطاقات الكامنة لدى أبناء هذه الأمة والتى تدفن فى التراب، كما أن تميز هذا التعليم سيؤدى إلى اختفاء ظاهرة الدروس الخصوصية فى هذه المرحلة، مما سيشكل أكبر علاوة اجتماعية لميزانية الأسرة المصرية، كما أنه سيتيح لاحقاً حق الترقى الاجتماعى للطفل المصرى الموهوب.

عندما يتخرج أبسط عامل نظافة من تعليم أساسى متميز ومتكامل تكون مصر قد بدأت أول خطوة جادة على طريق النهضة لانتشال حياتنا من طريق التداعى الحضارى. كما سيتخرج من هذا التعليم الأساسى المتميز إضافة لهذا العامل البسيط الجاد المتقن المنضبط من سيكمل تعليماً بالتميز نفسه، ليكون فنيا ماهرا أو موظفا أو مهنيا قديرا أو عالما أو فنانا متميزا أو قائدا موهوبا. هذا حلم ولكن من واجبنا كشعب أن يكون لدينا حلمنا القومى وأن نسعى لتحقيقه.

يلزم لتحقيق هذا المشروع أن ينظر له جدياً كمشروع قومى من خلال فكر مبدع وبكل الإخلاص، وأن يتصدى له الشعب باعتبار أن هذا طريق نهضته ومستقبل أولاده، ولابد أن يقود هذا المشروع القومى لتطوير مدارس التعليم الأساسى جذرياً مجلس أمناء مستقل من الشخصيات العامة المشهود لها بالخبرة والجدية والنزاهة، وأن تختص هذه الهيئة المستقلة بتلقى المنح وتبرعات الشعب المصرى وبقيادة مشروع التطوير وتنفيذه بدون أى تداخلات حكومية، بل وقد تبادر الحكومة بدعم هذا المشروع بصندوق يتولى إدارة أصول الدولة التى لم تبع فى برنامج الخصخصة وتوجيه الريح لتمويل هذا التطوير من أجل نهضة مصر بدلاً من توزيع صكوك ملكية هذه الأصول.

•كلية الطب ـ جامعة القاهرة





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة