بحضور جميع أعضاء مكتب الإرشاد المنتخبين مؤخرا وفى غياب كل من د. محمد على بشر عضو المكتب المفرج عنه أمس وخيرت الشاطر الذى مازال محبوسا على ذمة القضية العسكرية، أعلن مهدى عاكف المرشد السابع لجماعة الإخوان مبايعته للدكتور محمد بديع مرشدا عاما ثامنا للجماعة.
وغاب عن حفل الوداع لعاكف والتنصيب لبديع كل من د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد المستقيل ود. عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق، ود. جمال حشمت ود. إبراهيم الزعفرانى أعضاء مجلس شورى الجماعة وكذلك محمد فريد عبد الخالق عضو مؤسس الجماعة والشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين رغم دعوتهم من جانب مهدى عاكف، ولم يحضر أغلب مسئولى المكاتب الإدارية وأغلب أعضاء مجلس شورى الجماعة.
كما حضر عدد ممن تم الإفراج عنهم فى الاعتقالات الأخيرة كالدكتور حسام أبو بكر وبعض المفرج عنهم فى القضية العسكرية، مع عدد من الرعيل الأول أمثال حلمى عبد المجيد ولاشين أبو شنب، وشخصيات بعيدة عن المواقع الإدارية أمثال د. جابر قميحة، وأحمد سيف الإسلام حسن البنا، ومحمد عبد القدوس، وبعض مسئولى أقسام الجماعة.
ورغم حالة الزحام الشديد من جانب وسائل الإعلام وأعضاء الجماعة فى مقر الكتلة البرلمانية الضيق، إلا أن القائمين على التنظيم حرصوا على وضع 16 مقعدا فقط لأعضاء مكتب الإرشاد ليجلسوا عليها، وظهر واضحا تبادل كل من د. بديع وعاكف مقاعدهما أثناء إلقاء البيان، وبمجرد إعلان عاكف تسميته للمرشد الجديد تعالت صيحات وهتافات الحضور من الإخوان "الله أكبر ولله الحمد"، وتبدلت التعريفات وأصبح بديع بمجرد إعلان اسمه يشير له الإخوان بلقب "فضيلة المرشد".
وحرص كل من عاكف فى كلمته– بدون ألقاب- بعنوان (سبعة عقود فى رحاب الإخوان المسلمين)، وكلمة بديع التى أخذت عنوان "خطاب المرشد العام للإخوان" أن يردوا على جميع التحليلات والاتهامات للجماعة، وأكدا على أنهم غير إقصائيين وأنهم يطبقون الديمقراطية وأنهم يقبلون النصيحة وأنهم يواصلون بل سيزيدون من تحركهم السياسى، والتفاعل والتعاون مع القوى السياسية الأخرى، وكذلك يراجعون مواقفهم ورؤيتهم بدون التغيير فى الثوابت والمبادئ، مع تأييدهم لينعم الجميع بالحريات والديمقراطية.
وأكد عاكف فى كلمته أنها رسالة استثنائية والأخيرة من موقع المسئولية، وأنه أوفى بما أعلنه منذ تم تكليفه بالمسئولية، واعتبرها رسالة للجميع بأن الإخوان لا يتلونون ولا يتغيرون ولا يقولون ما لا يفعلون، وركز على أنه التقى بمؤسس الجماعة حسن البنا قبل 70 عاما وأنه رافق رعيلها الأول.
مشيرا إلى أن مصر والعالم فى حاجة لدعوة الإخوان باعتبار أنها تعيد بناء مفهوم الإسلام الشامل بعد أن كان يقتصر على الروحانيات، موضحا أن منهج الإخوان للإصلاح يقوم على أساس المنهج العقدى والتربوى والثقافى والعمل والحركى السياسى والجهادى الصحيح، فى ظل لوائح تنظيمية مع مراجعة المنهج واللوائح كل حين وتصحيح الأخطاء والسماع للنصائح والاستفادة من الناقدين والخصوم، مشددا على أنهم يراجعون مواقفهم وأرائهم حسب المستجدات والمواقف ولديهم مرونة لا تتناقض مع ثوابتهم، وأن دعوتهم لإنقاذ الأمة على أساس المنهج الربانى.
واعتبر عاكف أن المستقبل للإخوان لأسباب يراها واقعية وعددها وفقا لاستدلالات من القرآن، وأن الخصوم من النظم التى وصفها بالمستبدة لا تقف على أرض صلبة ولا يمتلكون عناصر النقاء ونظافة أيدى الإخوان ولا يملكون القدرة على مواجهة الإخوان فكريا ولا سياسيا، لا حيله لهم غير الاعتقال وإرباك الجماعة والإيقاع بين أعضائها، داعيا الأعضاء للتمسك بدعوتهم ومبادئهم موجها حديثه للقوى الإسلامية والوطنية بأن الإخوان يدركون أنه أمل النهضة والإصلاح لا يحقق بجهد فصيل واحد والنجاح بالتضافر، وأنهم لا يعملون لإقصاء أحد.
فيما حملت كلمة د. محمد بديع المرشد الثامن فى تاريخ الجماعة رسائل متعددة ومقصودة منها رسالة شكر لعاكف باعتبار أنه قاد الجماعة وسط العواصف وتجاوز بها العقبات وقدم نموذجا فريدا لكل القادة والمسئولين فى الهيئات والحكومات والأحزاب بالوفاء بعهده وتسليم القيادة بعد فترة واحدة، وأنه يقبل من الإخوان المنتشرين فى العالم النصائح والمقترحات، ووجه التحية للمعتقلين والمسجونين من أعضاء الجماعة، (واستخدم بديع فى أكثر من مرة.. الإخوة الكرام والأخوات الفضليات) وهى تغير جديد فى حالة الخطاب الذى كان يتم دائما باسم الإخوان وبدون ذكر المؤنث فيه، كما حرص بديع على العتاب للإعلام وطالب الإعلاميين بالالتزام بالحقائق وتقديم النافع منها ونقل الصورة على ما هى عليه، بدون لى أو تأويل.
كما شملت كلمته عدة رسائل للرأى العام والصف الإخوانى والنظام، والإخوان فى الخارج وكذلك القيادات التى أعلنت اختلافها أو اعتراضها على الانتخابات، ومنها أن هدفهم الإصلاح الشامل والتعاون مع كل القوى، وأنهم يعتقدون أن الإسلام وضع كل أصول حياة الأمم ونهضتها لذلك هو مرجعيتهم فى الإصلاح، مؤكدا أنهم صف واحد مهما تنوعت آراؤهم وتفاوتت اجتهاداتهم وأنهم يعملون وفق لوائح وقواعد عمل منظمة.
وأشار إلى أنهم يراجعون ويطورون باستمرار لاستدراك الأخطاء البشرية والقصور، ولا تناقض بين المرونة والحفاظ على الثوابت وأنهم يقبلون النصيحة من الجميع، وأنهم جماعة من المسلمين وليسوا جماعة المسلمين، مشددا على أن الإسلام أكبر من أن تحتكره جماعة، وأنهم يلقون تعاطفا شعبيا فى كل بلاد العالمين العربى والإسلامى.
وفيما يشبه رسالة طمأنة للنظام وأجهزة الحكم قال إنهم يؤمنون بالإصلاح المتدرج عبر أسلوب سلمى قائم على الحوار والإقناع، وأنهم يرفضون العنف أيا كان ويدينونه سواء من جانب الحكومات أو الجماعات، مطالبين نظام الحكم بالحفاظ على الحريات الشخصية والشورى والديمقراطية، وأن الشعب مصدر السلطات، وأنهم ليسوا خصوما لنظام الحكم ولكنهم يكشفون للفساد ولا يتأخرون فى تقديم النصيحة والمقترحات ويؤيدون الحسن ويعارضون السوء، لا يعارضون من أجل المعارضة.
كما وجه رسالة للمسيحيين أكد فيها أنهم شركاء فى الوطن وبناء الحضارة وزملاء دفاع ورفقاء تنمية، والبر والتعاون معهم فريضة إسلامية، وأن المواطنة أساسها المشاركة الكاملة والمساواة فى الحقوق والواجبات، مؤكد إدانتهم لكافة أشكال العنف الطائفى الذى يحدث بين حين وآخر، ويرفضون كل الحوادث المؤلمة، قائلا "النصارى يمثلون مع المسلمين نسيجا اجتماعيا وثقافيا وحضاريا واحدا"، داعيا إلى بحث أسباب التوتر وبصراحة كاملة ووضع حلول تزيل كل الحساسيات وتعيد للجسد الوطنى صحته وعافيته.
أما رسالته لما يتعلق بالمرأة فأكد أنها كما بينوا فى وثيقة المرأة من قبل لها كافة الحقوق والواجبات وداعيا إلى أن تقوم المرأة المسلمة بدورها فى المجتمع.
وفيما يشبه رسالة للصف الإخوانى أكد بديع أن الشورى "الديمقراطية" هى وسليتهم الأساسية التى يتم التعامل بها فى كل مؤسسات الجماعة، أما رسالته للقوى الوطنية فقال إنهم يؤمنون بأنهم جميعا شركاء فى الإصلاح ويمدون أيديهم ويرفضون الإقصاء أو التهميش لأى قوى ويؤمنون بتداول سلمى للسلطة وحرية تكوين الأحزاب، وأن قضية فلسطين فى أولى اهتماماتهم وأولوياتهم، داعين إلى لم الشمل والوحدة والحوار، وأن موقفهم أمر واضح فى رفض الهيمنة ورفض التعامل بمكيالين مع الأمة العربية والمسلمين.
داعيا إلى التوحد والتعالى على كل الخلافات المذهبية والتسامى عن التمسك بالنعرات العصبية، وعدم السماح مطلقا باحتلال أى دولة عربية أو إسلامية وتفعيل مواثيق الدفاع العربى المشترك ومواثيق منظمة المؤتمر الإسلامى.
مختتما بديع بدعوة الإخوان لسلك كل طريق واستخدام كل الوسائل والوسائط المشروعة ونشر الاعتدال والتسامح، والتعاون مع كل العاملين للإسلام.
موضوعات متعلقة..
مرشدو الإخوان المسلمين من البنا إلى عاكف .. سبع شخصيات تولت المنصب فى 82 عاما.. وبديع ثامنهم
إعلان محمد بديع مرشداً عاماً لجماعة الإخوان
تفاصيل انتخاب المرشد الثامن للإخوان ..غاب القرضاوى وحبيب وأبو الفتوح وحشمت والزعفرانى .. وحضر أعضاء "الإرشاد" و"الشورى" والمكاتب الإدارية
السبت، 16 يناير 2010 08:11 م
مرشد الإخوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة