أيام قليلة.. تتجه فيها أنظار العالم نحو القارة السمراء «أفريقيا»، لترصد وتتابع أحداث كأس الأمم التى تُقام مُنافساتها كل عامين.. العُرس الأفريقى الذى انطلق الأحد الماضى فى أنجولا ويستمر حتى نهاية الشهر الحالى، استحوذ على مساحة كبيرة من اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وكان حديث الرياضيين وغيرهم فى مختلف الدول.
أسباب هذا الاهتمام تختلف من مكان لآخر ومن شخص لآخر، كل حسب علاقته بالبطولة المُصنفة ضمن أقوى ثلاث بطولات فى عالم الساحرة المستديرة.. فى إنجلترا، العلاقة الرئيسية التى تربط الجماهير الإنجليزية بالـ«كان» تتمثل فى افتقاد بعض فرق البريميرليج لعناصرها الأساسية أثناء إقامة منافسات البطولة.. وهو ما يتسبب فى حالة من «الكراهية» المزمنة لكأس أفريقيا لدى قطاع كبير من الجماهير الإنجليزية.
ورغم حالة الكراهية فإن الأندية الإنجليزية بدأت التكيف مع هذا الأمر، فمثلاً نادى تشيلسى قرر تخصيص «صفحة إلكترونية» على موقعه الرسمى من أجل متابعة أخبار لاعبيه الأربعة المتواجدين فى البطولة: سالومون كالو، وديدييه دروجبا، ومايكل إيسيان، وجون أوبى ميكيل، وأفرد فيها مساحة لنشر أخبار لاعبيه الأربعة بصفة يومية، بدءًا من يوم 4 يناير الماضى.
أما صحيفة «ديلى ميل» الإنجليزية، فقالت فى عددها الصادر يوم الجمعة الماضى، إن كأس الأمم «غصة فى حلق» مدربى البريميرليج، بسبب غيابات بعض اللاعبين، وأضافت: «انتماء نجوم أفريقيا، هو العائق الأساسى أمام منعهم من المشاركة مع منتخبات بلادهم.. فهم يفضلون اللعب فى أجواء «صعبة» على الاستمرار فى «نعيم» الدورى الإنجليزى».
هيئة الإذاعة البريطانية، «بى بى سى» قالت إن اللاعبين الذين ستفتقدهم الأندية الإنجليزية خلال مُنافسات كأس الأمم، سيؤثرون على «قوة» الدورى الإنجليزى، وتابعت: «الأزمة الكبرى أن كأس الأمم ضمت «صفوة» لاعبى البريميرليج».
ودخلت كأس الأمم ضمن اهتمامات الإعلام الصهيونى الذى يتابع البطولة عن كثب، حيثُ نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مُلحقًا خاص عن البطولة، سلطت فيه الضوء على كل المنتخبات المُشاركة..ورشحت معاريف مصر للفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالى والسابعة فى تاريخ الفراعنة، كما رشحت المنتخب المالى ليكون الحصان الأسود فى الـ«كان».
وعن المنتخب الجزائرى، قالت معاريف إن ثعالب الصحراء لديهم أمل كبير فى تحقيق اللقب الأفريقى، بعد نجاحهم فى الوصول لكأس العالم 2010 على حساب مصر فى مُباراة «أشبه بالحرب» على حد وصف الصحيفة.. يُذكر أن كأس الأمم الأفريقية يتواجد بها سبعة لاعبين محترفون فى فرق إسرائيلية.
وكشف الحادث الإرهابى الذى تعرض له لاعبو المنتخب التوجولى فور وصولهم للأراضى الأنجولية، عن اهتمام إعلامى غربى غير مسبوق بالبطولة.. حيث تسابقت وكالات الأنباء والمواقع العالمية فى نقل أنباء الحادث وتوابعه.. وجاءت ردود الفعل العالمية لتعكس قدرًا كبيرًا من الاهتمام بالحدث، ففى إنجلترا طالبت الأندية الإنجليزية بعودة كل لاعبيها المُشاركين فى البطولة، وكان نادى بورتسموث الذى يُشارك خمسة من لاعبيه فى كأس الأمم هو الأكثر إلحاحًا فى ذلك، فى حين شذّ أرسين فينجر المدير الفنى لآرسنال عن القاعدة مطالبًا باستمرار البطولة، مؤكدًا أن «المناسبات الرياضية الكبرى لا يجب أن تتوقف عند حادث عابر».
وفى إسبانيا، بدا القلق واضحًا على المدير الفنى الشاب جوزيب جوارديولا، مدرب برشلونة، الذى أبدى قلقه الشديد على الثنائى سيدو كيتا ويايا توريه لاعبى الفريق المتواجدين فى أنجولا، قائلاً: «نسعى للاتصال بيايا توريه وسيدو كيتا للاطمئنان على سلامتهما، ولكننا لم نصل إليهما بعد»، وأضاف: «نسعى لمعرفة حجم الخطر الذى يتعرضون له، فسلامة الأشخاص أهم من أى منافسة أو بطولة».
فى فرنسا، ولكثرة اللاعبين الذين فقدهم الدورى الفرنسى بسبب كأس الأمم، حملت صحيفة «فرانس فوتبول» لواء النداء بإلغاء البطولة، وأخذت تنشر تصريحات «خاصة بها» عن رغبة الكثير من المنتخبات مثل موزمبيق وغانا وغيرهما فى الانسحاب من البطولة، كورقة ضغط على الاتحاد الأفريقى لكرة القدم لإلغاء النسخة الحالية من الـ«كان».
حالة القلق والرعب التى سيطرت على العديد من الأندية الأوروبية، ووجدت لها صدى كبيرًا فى مختلف وسائل الإعلام، تؤكد أن النسخة الحالية من كأس الأمم أصبحت حديثَ كل الأمم.
فلافيو يحتفل بالهدف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة