كاك .. كاك .. كاك
فزعت أسراب طائر الغراب الوادعة وأطلقت أصواتها المميزة، لما شرخ الفضاء أزيز طائرات الميراج 2000 الفرنسية ودوى الهدير الصاخب لطائرات إف 15 الأميركية وتهادى مروحيات الجازيل تلقى عشرات الأكياس الصغيرة الملونة، ابتعدت الطائرات تحمل طنينها وصخبها الذى راح يخفت ويتلاشى رغم البرق الخاطف لوميضها الأبيض فى السماء الصافية.
كاك .. كاك .. كاك
عادت أسراب طائر الغراب تهبط بخفة تسقط، لكن بلا فعل للجاذبية، هبط طائر آخر على النجيل الذى تجمعت تلتقط منه طعامها.
فى جلسته المعتادة بالحديقة الشاسعة ذات الخضرة الضافية على النادى الواقع بقلب الثغر قريبة من ذلك الطائر الأثير إلى نفسه، لامع أسود الرأس والجناحين والمنقار والذيل، أما باقى الجسم ففضى اللون، أطلق الطائر صوته وتقافز بخفة فانطلق من الخيال طائر آخر هلامى، رفرف بجناحين وأطلق صوته المميز وهبط بجوار الغراب، اقترب منه.. اقترب.. اقترب.. تلامسا.. تداخلا.. صارا غراباً لامعاً خفيف القفزات، أطلق صوتاً فتجاوب فى الفضاء الصدى.
كاك .. كاك .. كاك
غراب يطير وينعق بحرية، بينما نحن الجنود مقيدون بالشمس والتدريبات وعنف الأوامر وغلظة التكدير الجماعى لأى خطأ فردى، والطعام الردىء أو هكذا بدا لنا نحن القادمين من بين حنايا الأب وآلام ودفء الإخوة فى منازل المدن البعيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة