سحقا لكم أينما تواجدتكم، لعنة الله عليكم أينما كنتم، قاتلكم الله يا مصاصو الدماء وعشاق الدم وأعداء الحياة. وأعداء الإنسانية.
بداية عام جديد تعشمنا فيه وعقدنا الآمال عليه فى أن يكون عاما سعيدا. رخاء ونماء - ويضيف إلينا مزيدا من بشائر الخير، ولكن هيهات أن تتحقق الأمانى فى غيبة الضمير وحب الوطن والانتماء إلى الإنسانية، فإذا بدماء مصرية تسيل على أرض مصر سواء أكان فى العريش أو على معبر رفح أو فى صعيد مصر، دماء مصرية ولن أقول دماء مسيحية أو إسلامية - فكلا الديانتين حرمتا سفك الدماء.
لكن من الواضح بأن هناك خللا ظاهرا للعيان فى آلية الحكم وطريقته فى إدارة أزمات مصر، فهم من لديهم القدرة على إحضار العفاريت ولكن ليست لديهم القدرة على صرفهم، لديهم ثقافة إحداث الأزمات لغرض فى نفس يعقوب، وليس لديهم المقدرة على حلها إذا تعثرت الأمور وتشابكت أهواؤهم ومصلحة الشعب، والوطن، فتتغلب أهواؤهم الشخصية على المنفعة الكلية، مستخدمين كل الطرق المتاحة لهم كى يتم تسويق الأجندة الخاصة بهم وبهم فقط.
نعم اعتصرنى الألم منذ اقتراب نهاية العام - ومدى الصلف والكبرياء الذى تتعامل به الحكومة المصرية تحت ما يسمى الأمن القومى والسيادة والدولة وممارسة ذلك على قافلة شريان الحياة، ومن ثم ما حدث من تبعات ذلك وما حدث فى ميناء العريش، ثم دماء الجندى المصرى برصاصة قناص حمساوى. ثم ما انكشف لنا فى عملية الجدار الفولاذى وتجيش الإعلام ورجال الدين فى محاولة لإقناع المصريين بأن هذا الجدار هو فى مصلحة مصر الأمنية- لأن تلك الأنفاق يتم من خلالها تهريب السلاح والمخدرات، فإن كانت غزة محاصرة من جميع الاتجاهات فمن أين لها بالمخدرات والسلاح لتقوم بتهريبه وهى أحوج إليه فى جهادها. هل يقنع ذلك أى مواطن مصرى؟؟؟؟؟ يا سادة من يقوم بعمليات التجارة فى السلاح والمخدرات ليسوا الفلسطينيين. وأنتم أدرى بهم.
ثم نأتى إلى القاصمة التى هزت وجدان كل إنسان مصرى سوى يعرف دينه حق المعرفة دون مزايدة أو عصبية، كيف نقتل فرحة العيد فى شعب كامل من المسيحيين، كيف نسفك دماء زكية حرم الله قتلها إلا بالحق؟ فأين الحق فى ذلك؟ كيف نيتم أطفالا ونرمل نساء فى ليلة عيد والكل مستبشر خيرا بها والنفوس راضية والأيادى متشابكة بالمصافحة والأحضان والقبلات البعيدة عن المداهنة والرياء، حيث إنه شعور الأخوة وليسوا واقفين أمام وسائل الإعلام للنفاق.
ملعون من استحل دما مصريا أو مسلما أو غزاويا. ملعون من يعمل على تنفيذ أجندة لا تخدم مصالح الوطن والمواطن، أمن النظام أهم من متابعة أمن المواطن، وتسمع من يقول لك فى محاولة منه لتمييع الموقف بأن أجهزة الأمن قد رصدت القافلة، ومن انضم إليها وأسبابهم الخفية، فكيف لم ترصد الأجهزة الأمنية فى مناسبة دينية للإخوة الأقباط من احتمال وجود بعض السفهاء للوقيعة بين نسيج المجتمع - أم أن ذلك ليس له أهمية - لكن الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين هم الفئة المستهدفة من أمن الدولة – أما إخواننا الأقباط فلا داعى لحمايتهم فى ليلة عيدهم.
هذا النظام الحاكم الآن أصبح غير مرغوب فيه بعيدا عن المداهنة والرياء والنفاق الذى يظهرها بعض رجال الدين، أصبح هذا النظام هو عدو الشعب وعدو مصر الأول، وعليه أن يرحل بكراهة قبل أن يسحل فى الشوارع، لأن المراهنة على طيبة وعبط وهبل شعب مصر سيكون رهانا خاسرا مع مرور الأيام. لأن الشعب بدأ ينضج وبدأت تتغير الجينات الوراثية الخانعة المستسلمة المنبطحة إلى عكسها من الانفعال والثورة والرفض لما تأتى به أيديهم قطعها الله.
