فى واقع الأمر إن القادم أسوأ من الماضى بكثير، وآسف لأنى أذبح التفاؤل بسكين التشاؤم، لكن ما أشاهده من اجتهاد فى العناد والغباء والتطرف الفكرى والفوضى المغروسة فوق الأرض وتحت الأرض تجعل الجميع ينظر إلى الأمور من منظار يرتعش بين الأيادى، ويهتز بنبضات القلب الذى يملأه التوتر والخوف الشديد من رؤية هذا الواقع الموحش بزوم المنظار الذى يكشف عورات التفكير العربى والتخبط الإسرائيلى، هكذا يوصف المشهد من بعيد، لكن إن اقتربنا أكثر سنجد الفلسفة السياسية اختلطت بالفكر الدينى حتى وصلت الترهلات للشعب الذى يفسر بعقل ومنطق مختلف تماما عن الساسة وأصحاب النظريات.
.
كل شىء أصبح عكسيا حتى الأيام تجر التاريخ نحو العكس، والأحلام تخرج من رحم الواقع مقتولة، وبين الأحلام المقتولة والحرية المسلوبة أتنفس فى عقل قلمى،
أولا !!!
أنا مش عاير أتكلم عن الديكور العربى فهو معروف للجميع قديم وسيسقط قريبا.
أنا سأتحدث عن الديكور الفلسطينى الساقط أصلا من أول يوم فى الانقلاب،
وهذا الديكور يحتاج للشاعر أبو ليل المهلهل كى يشعر ويتغزل فى حرب البسوس الحديثة.
أرى الواقع المسرحى الغزاوى من غير بطل حقيقى يقود الحوار، كل الذى أراه عبارة عن كومبارسات تدعى السياسة وهواة لا تملك سيناريو جادا ينظم ويرتب الحوار، حتى بدأت أشك أنى أشاهد مسرحية (فى انتظار جودو) للكاتب صموئيل بكيت
ثانيا !!!
ماذا نتوقع من عربنا أكثر من ذلك، فهم تدخلوا للمصالحة وطرقوا باب العقل ولاحياه لمن تنادى وعلى رأى المثل جبتك ياعبد المعين تعينى لقيتك عايز معين،
إذن لماذا نصر على العناد ونقتل الود والفؤاد بيننا مادام نعرف جيدا أن جراحنا لا يداويها أحد، لماذا ننظر تحت أقدامنا ونجزئ مقاومة الاحتلال، أليس عيبا أن نقف على الحدود.
ونطلب الكرم بالقوة , ليس من شيمنا أن نتسول الكرم من الغير ألم يكن هذا مؤلم وعار علينا وعلى تاريخنا المشرف؟
وأخيرا!
لابد أن نعلم جيدا أن فيروس الظلم والفوضى لن يطول طويلا وأن الشعب والمقاومة الشريفة هى دواء الداء الذى نمر فيه.
إياد أبو روك يكتب من النرويج.. التشاؤم الكبير والتفاؤل الضرير
الجمعة، 15 يناير 2010 02:22 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة