محمد حمدى

فى ذكرى عيد ميلاد عبد الناصر

الخميس، 14 يناير 2010 11:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا اليوم الخامس عشر من يناير من عام 1918 ولد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى توفاه الله فى سبتمبر من عام 1970، أى منذ نحو أربعين عاما، ورغم مرور كل هذه السنوات على رحيله، لا يزال ناصر حاضرا فى الوجدان العربى والمصرى، رغم أن معظم من هم على قيد الحياة الآن، لم يروه أو يعاصروه، لكن سيرته لا تزال حاضرة.

وربما من حسن حظى أنى ولدت على أرض مصر حين كان جمال عبد الناصر رئيسها، وخطوت خطواتى الأولى للحياة فى ظل المد القومى العربى، الذى بعث فيه الروح وأطلقه وجعله حالة عامة يعيشها الناس ويتنفسونها ويحلمونها.

وقد يكون من سوء حظ جيلنا أنه رقص على السلام لأننا شاهدنا فى بداياتنا هذا المد القومى العربى، ثم عشنا لحظات الانكسار وتغيير بوصلة مصر على يد الرئيس الراحل أنور السادات بعد ذلك لتنسلخ مصر من أمتها العربية وتحلق بعيدا وهوما لا نزال ندفع ثمنه حتى الآن.
وما زلت أتذكر حتى الآن مبادئ ثورة يوليو المطبوعة على الكتب المدرسية وكيف كنا نحفظها ونتبارى فى تسميعها ونحن تلاميذ صغار فى المرحلة الابتدائية رغم أننا لم نكن نفهم الكثير من هذه المبادئ الستة وهى:
1- القضاء على الاستعمار وأعوانه
2- القضاء على الإقطاع
2- القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم
4- إقامة جيش وطنى
5-إقامة عدالة اجتماعية
6- إقامة حياة ديمقراطية سليمة

صحيح أن ثورة يوليو لم تحقق بعض هذه المبادئ وخاصة إقامة حياة ديمقراطية، حيث لم يكن فى مصر سوى حزب سياسى واحد هو هيئة التحرير الذى تحول إلى الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى، لكن الثورة نجحت نجاحا كبيرا فى العديد من أهدافها وخاصة إقامة عدالة اجتماعية، وتقريبا أزالت الفروق بشكل كبير بين الطبقات، أو على الأقل لم يكن فى مصر لا غنى فاحش، ولا فقر مدقع.

اليوم فى ذكرى ميلاد عبد الناصر نحتاج لاستلهام بعض مبادئ ثورته، فالعدالة الاجتماعية التى تحولت إلى مصطلح السياسات الاجتماعية تعانى كثيرا فى ظل أن أكثر من 40% من الشعب المصرى يعيش تحت خط الفقر، وعادت الاحتكارات فى ظل الاقتصاد الحر، ويبدو أن القوانين الحالية غير ناجحة فى التعامل مع أشكاله المختلفة والمتعددة، أما عن سيطرة رأس المال على الحكم، فحدث ولا حرج فى ظل غزو رجال الأعمال لمجلس الشعب وتمثيلهم فى الحكومة بعدد غير مسبوق من الوزراء مما يطرح بشكل جدى مسألة تعارض المصالح والتأثير على القرار السياسى لصالح رجال الأعمال.

الحمد لله لا يزال لدينا جيش وطنى، لكن التجربة الديمقراطية لا تزال هشة وتحبو، أو ربما ماتت قبل ان تولد لأن الأحزاب الشرعية الموجودة على الساحة السياسية والجماهيرية تفتقد القدرة على الفعل والتغيير والتأثير، ناهيك عن مسألة تداول السلطة غير مطروحة من الأساس.

وأمام هذا الواقع يقول بعض الناصريين إن مصر فى حاجة لثورة جديدة على الثورة، لكننى أعتقد أننا نحتاج إلى شارع يعرف حقوقه جيدا، ويسعى لتغييرها بالوسائل السلمية، وقد علمتنا كل التجارب حولنا أن التغيير الصحيح يبدأ من الشارع.. وليس من غيره حتى يكون معبرا تعبيرا أمينا عما يريده الناس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة