أتمنى أن تسنح لى فرصة لقاء الرئيس مبارك عن كثب حتى أتمكن من فهم سياسته الحكيمة ورأيه الحصيف فيما يتعلق بشئون مصر الداخلية، وعن علاقاتها الإقليمية والدولية.. نظرا لكونها مجرد أمنية يصعب تحقيقها وحلم لم يتجاوز حيز التفكير والخيال.
فقد آثرت أن يكون لقائى بفخامته عبر هذه السطور من خلال صورته البراقة المرسومة فى مخيلتى لقائد التقت إرادته مع أحلام شعبه وطموحاته وتطلعاته، والتقت إرادة معظم شعبه مع أفكاره وتصريحاته وقراراته وأطروحاته وإنجازاته.. إنه القائد الذى ترك لشعبه وصحافته مساحة للرأى وحرية التعبير فخلق بذلك مناخا جديد وحراكا شعبيا متناميا نجم عنه تيارات سياسية حزبية معارضة ومناوئة للقيادة السياسية وحزبها الوطنى الحاكم، وقد حصد الرئيس مبارك وحكومته ثمار هذه الحرية نقدا لاذعا وجارحا بسهام الأقلام المصوبة نحو كل ما يحققه من إنجازات ونجاحات قبل العثرات والإخفاقات.
غير أن ذلك كله جمع كلا من فكر فخامة الرئيس وإرادة الشعب فى منظومة عمل واحدة ومتناغمة يغلب عليها طابع المودة والتعاطف والتسامح وقائمة على وجهات نظر ورؤى مستقبلية يختلف عليها البعض، ويتفق آخرون من أجل النهوض بمصلحة مصر وتعافيها من كل الأزمات.. وأنه لو أتيح لى لقاء الرئيس مبارك لتحدثت معه عن وعودة السابقة لعامة الناس وخاصتهم الذى تضمنها برنامجه الانتخابى للترشيح على المقعد الرئاسى عن الفترة المنصرمة منذ عام 2005 م، وحظى يومها بثقة الشعب وأغلبيته الساحقة التى لم يتبق منها إلا سنة واحدة ورغم ذلك ما تزال هناك وعود لم يتحقق معظمها، وما تبقى منها يمس حياة المواطن ويأمل تحقيقه وإنجازات قد تحققت فى العديد من المجالات، ولكنها لم ترض طموح الأغلبية التى راهنت بقوة على نظرة فخامته الثاقبة لهذه المرحلة الهامة فى تاريخ مصر.
نعم لقد اجتهد الرئيس مبارك فى وضع الخطط والبرامج التى تكفل للمواطن حياة كريمة وأخذ فخامته على عاتقه بأن تتحقق العدالة والمساواة بين طبقات الشعب العاملة.. لكن ما وضعه الرئيس من خطط وبرامج لم يلق معظمها فى كثير من الأحيان اهتمام وأولويات الحكومة.. وبسبب المركزية المطلقة فى اتخاذ القرارات يضيع الوقت على حساب المصلحة العامة وتبقى الخطط رهينة أدراج المسئولين لسنوات طوال، وهذا ما يعطى الانطباع السائد لدى عامة الناس عن فشل الحكومة الذكية أو حكومة رجال الأعمال، كما يسمونها فى إدارة الأزمات وما قامت به من خدمات وتنفيذ أعمال لم يتسق مع السياسة التى رسمها الرئيس مبارك، ويؤكد هذا الانطباع العديد من المخالفات المالية والإدارية التى يتضمنها تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات وقضايا الاختلاسات الموجهة إلى مسئولين عن قطاعات عديدة بالدولة، وتنظر الآن أمام المحاكم ناهيك عن خصخصة الشركات ومؤسسات القطاع العام، وبيعها بأقل من قيمتها الفعلية إلى جانب ذلك يأتى توريد الكمامات المتسرطنة لأطفال المدارس ليكشف النقاب لنا عن الإهمال الجسيم بين وزارتى الصحة والتعليم وعن المستفيدين من وراء هذه الصفقات الآثمة..
وكما رأينا أن المواقف تسوى أسرع من لمح البصر بتبديل الكمامات المتسرطنة بالكمامات الطبية الصالحة لتضيع معالم الجريمة، ولا شك أن هذا جزءا يسيرا مما يجرى على أرض الواقع الملموس وقد أثبته هنا على سبيل المثال لا الحصر، وهذا ما يدعونا ونحن فى معية الرئيس مبارك بأن نستوضح من فخامته عن مستقبل مصر فى الفترة المقبلة وعن قراءته للشأن الداخلى وإمكانية الإصلاح السياسى والاقتصادى، خاصة أننا نأمل وبكل إصرار تكملة فخامته المشوار الرئاسى لفترة جديدة عام 2011 مع شعبه الذى يحبه، وإننى أعلم أن هذا الطرح يلقى ترحيب وقبول وتأييد القوى السياسية فى مصر، وهذا يعنى أن نهاية المعاناة بدأت تلوح فى الأفق فيتخلص ذوو الدخل المحدود من أثره أصحاب النفوذ والسلطة وسطوتهم عليهم وتلغى بينهم المسافات والآماد، ويستطيعون بذلك أن يحققوا لأنفسهم قسطا من العدل والمساواة ودخلا يعيشون به حياة كريمة يجابهون الغلاء ويحصلون من خلاله على جودة التعليم وخدمات المستشفيات العامة وشراء رغيف الخبز الذى تشتهيه أنفسهم نعم هذه هى الحياة الجديدة التى لن نعبر إليها إلا مع الرئيس مبارك، ويجب علينا أن نسعى لتحقيقها.
ولاشك فى أن للدبلوماسية المصرية دورا بارزا فى السياسة الخارجية وأهم ما نتناولها اليوم الملف الفلسطينى ومشكلة المانع الفولاذى لتأمين الحدود المصرية الذى أثار جدلا كبيرا غير أنه فى المقام الأول يمثل أمن مصر القومى وتأتى بعده أولويات التعامل مع آلية المعابر على المنافذ المصرية، لكن ما شاهدناه من قبل قيادة حماس بقطاع غزة فى الأيام الأخيرة من اعتداءات على رجال الشرطة المصرية على الحدود يعد خرقا لكل العهود والمواثيق العربية ما يفسر لنا الكثير من تنفيذ الأجندة غير المبررة التى تنفذ مخطط المثلث الأسيوى لصالح كل من دول إيران ـ سوريا ـ قطر وتغطية إعلامية مفضوحة لقناة الجزيرة ـ تبرأ منها الأعراف والقوانين والأصول المهنية الغرض منها تشويه صورة مصر أمام العالم واتهام قيادتها بمنع وصول المعونات إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك لزعزعة الأمن وإثارة القلاقل فى الداخل وعلى القيادة المصرية أن تفطن لذلك، وأن تخرج عن صمتها وتوضح للشعب المصرى وللعالم حقيقة ما تنطوى عليه مواقف حماس فى القضية الفلسطينية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة