بدأ د. محمد بديع إدارة أعمال مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين عمليا، بعد أن غاب مهدى عاكف المرشد الذى انتهت ولايته أمس، الأربعاء، حيث أم بديع الأعضاء فى مكتب الإرشاد لليوم الثانى على التوالى، كما بدأ فى تولى التجهيزات للمؤتمر الصحفى الذى سيعقد بعد غد السبت، ويجهز كلمته الأولى التى سيلقيها فور إعلان اسمه كمرشد ثامن للجماعة.
ونفى قيادات الجماعة وجود رفض من أعضاء الشورى العالمى لاسم مرشدهم الجديد، وأكد د.أسامة نصر، عضو مكتب الإرشاد، أنه تم الانتهاء من تحديد اسم مرشدهم ولا يوجد تغيير، وأضاف أن الجميع سيرى يوم السبت كيف تم الاختيار وسيرد بيان المرشد السابق والجديد على كل ما تردد مؤخرا.
ورفض مسئولو المكتب الإعلامى للجماعة إعطاء أى تفاصيل عن ترتيبات المؤتمر الصحفى الذى يعتبره البعض احتفالية الوداع لعاكف، والترحيب والتنصيب الأول من نوعه فى تاريخ الجماعة، ورفضوا كذلك إعطاء الفرصة للدكتور بديع أن يصرح أو يقول أى شىء، ووعدوا بأن يكون جميع التصريحات للمرشد الجديد أيا كان من خلال المكتب الإعلامى فقط على الأقل لمدة شهر، كما رفضوا إعطاء أى مواعيد لحوارات أو مقابلات صحفية أو تليفزيونية للمرشد القادم.
وكان عاكف أنهى كل أعماله فى مكتب الإرشاد من يوم الأحد الماضى، وحضر أمس الأربعاء لفترة وصلى خلف د.بديع، وجمع بعض المتعلقات الخاصة به وأخلى مكتبه فى الدور الثانى فى مقر مكتب المنيل، ورافقه بديع خلال الفترة الأخيرة فى مكتب الإرشاد وامتدت بهم اللقاءات فى منزل عاكف بالتجمع الخامس لأكثر من مرة للتعرف على بعض التفاصيل بملفات وإداريات التى من اختصاص المرشد العام، بجانب بعض المعلومات والنصائح الخاصة التى أسرها عاكف لخليفته.
ومن جانبه أكد مهدى عاكف المرشد العام – المنتهية ولايته - أنه أخذ قراره بالابتعاد عن منصبه بقناعة شخصية ورغبة وقناعة داخلية، نافيا أن يكون قراراه هو رسالة لأحد فى السلطة، قائلا "لا يوجد أدنى علاقة بما أخذته من قرار وما يقوم به الآخرون، ولا يوجد ربط بتقاعدى والاستراحة من أعباء العمل فى هذا المنصب وبين الرئيس مبارك، وما فعلته قناعة شخصية أدعو الله أن تكون خالصة له".
وحول ما نقلته إحدى الصحف العربية اليوم، الخميس، على لسان عاكف عن أنه يطمح لأن يحذو الرئيس مبارك حذوه ويقرر الخلود للراحة، قائلا لليوم السابع "أرجو أن تنفوا هذا عنى لأنى لم أقل لأحد، ولم أصرح من قبل بهذا، ولم يسألنى أحد بأن طلب من أحد شىء، ولا يليق بى أن أطلب من الرئيس مبارك هذا".
وذكرت مصادر بالجماعة أن المكاتب الإدارية فى المحافظات تلقت اليومين الماضيين رسائل باختيار د. بديع وطالبوا بالبيعة له، رغم نفى د. جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة، أن يكون للمكاتب الإدارية أو أعضاء الجماعة لهم شأن فى مبايعة المرشد، إلا أن المصادر بالجماعة أكدت على أن مكتب الإرشاد خاصة عاكف أراد أن يكون موافقة جميع مؤسسات الجماعة ومبايعة مكاتبها الإدارية هو تأكيد شرعية المرشد الجديد، وحماية لمنصبه من الانتقادات التى طعنت فى شرعيته خلال الفترة الأخيرة.
وذكر بعض قيادات الجماعة المتواجدين حاليا فى لبنان لحضور مؤتمر مؤسسة القدس السنوى السابع أنه تم انتهاء الخلاف حول المرشد الجديد، وعرض الأحداث وخلفيات ما حدث الفترة الأخيرة على أعضاء مجلس الشورى العالمى خلال مناقشاتهم حول الأزمة، وذكرت القيادات أن كثيرا من المعلومات وصلت مغلوطة لأعضاء الشورى العالمى ولم يكونوا على دراية كاملة بالأمر، وأكدوا أنه تم الحوار حول شخصية د. محمد بديع وإسهاماته، وكيف أن اسمه ضمن موسوعة أفضل 100 عالم عربى، وعددوا المواقف التى قام فيها بديع بالتدخل لحل خلافات وتعرضه للسجن والتضحية لأكثر من 14 مرة.
يأتى هذا فى الوقت الذى اعتذر فيه د. محمد حبيب، النائب الأول المستقيل، عن عدم حضوره للمؤتمر الصحفى بعد غد، وأكد كما ورد فى موقع "إسلاميون" إنه اعتذر للدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، ووفد زاره أمس الأول، الثلاثاء، ويوم الأحد الماضى، قائلا "أعتذر بشدة للإخوة الذين زارونى، وأتوجه إليهم بجزيل الشكر وعميق الامتنان على اهتمامهم وحرصهم، أما بالنسبة للمرشد القادم وأعضاء مكتب الإرشاد فأقول لهم إن الموعد الله"، مطالبا الإخوان أن يسدلوا ستارا من النسيان على شخص محمد حبيب، وأن يعتبروه كأن لم يكن.
د. محمد بديع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة