القفاش: تقدمت لمسابقة ساويرس من باب المغامرة

الخميس، 14 يناير 2010 01:53 م
القفاش: تقدمت لمسابقة ساويرس من باب المغامرة الكاتب منتصر القفاش
حوار- دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاب يرى الأحداث كما يراها الأخرون، لكن "بفارق وقت"، فهو يراها قبل أن تحدث، كما أنه يراها دائما غير مكتملة، يعيش مع هواجسه وأحلامه وخواطره بالجدية والصدق نفسيهما اللذين يعيش بهما الواقع، فلا يفرق بينهما "يحيى" هو بطل رواية فى "مسألة وقت" للكاتب منتصر القفاش التى فاز عنها بجائزة "ساوريس الثقافية" لهذا العام، لذا كان لنا معه هذا الحوار.

هل توقعت الفوز بالجائزة؟

تقدمت للمسابقة من باب المغامرة، ولم أتوقع الفوز بها مطلقا، لكن المسابقة أثبت أنها للإبداع دون النظر إلى سن كاتبه أو جيله.

- مسألة وقت رواية بطلها الزمن وسلطت الضوء على "التسويف" الذى يلجأ إليه البطل لعجزه عن تحقيق أحلامه، فهل ترى أنها ظاهرة فى الشباب اليوم؟

بالطبع بطل الرواية على مستوى من المستويات يكشف عن حياة العديد من الشباب، تلك الحياة المؤجلة تماما التى لا يعيشها أصحابها بل يؤجلونها مقابل العيش فى التوقعات والأحلام، وهو ما يجعل قدرات هؤلاء نفسها مؤجلة ورغباتهم أيضا، فى حين أنهم لو قرروا الحياة وتحقيق الرغبات والأحلام فسيفعلون ذلك.

هل يمكن القول بأنها رسالة للشباب بعدم "تسويف" أحلامهم والتحرك للاستفادة من الوقت؟

ليس ذلك تماما وأنا شخصيا لا أحب مقولة "رسالة الرواية أو العمل الأدبى"، فالعمل الأدبى لا يقصد توصيل رسالة محددة، إنما هى مجموعة من الحورات والحواديت التى تتماشى مع كثيرين ويتفاعل معها القارئ، ويتأملها، ويستخلص منها خبرات، ويفهما وفقا لشخصيته وخلفياته الفكرية والاجتماعية، وفى النهاية يصل إلى رسالته الخاصة.

قلت من قبل إنك تحاول من خلال كتابتك كشف المستور ما هذا المستور؟

المستور الذى أقصده هو غير المألوف فيما هو مألوف، بمعنى أنها تلك الكتابة التى ترصد تجارب تبدو عادية ويمكن أن تحدث كل يوم لأكثر من شخص، لكنها فى الوقت ذاته تكشف ذلك العنصر الغريب والمتفرد الذى لا يلاحظه أحد، فتبدو القصة عادية لكنها تكشف عما هو مختلف وعجيب، وهذا الكشف يأتى من طريقة تفكير الشخصية وإحساسها المختلفة بالمواقف غير المختلفة.

أنت من مؤيدى الكتابة عن السيرة الذاتية، ثم قلت إن الرواية الجديدة غارقة فى الذاتية فهل غيرت وجهت نظرك؟

لم أغير وجهة نظرى عن كتابة السيرة الذاتية، وهذا النوع من أصعب أنواع الكتابات، لكننا نمارسها بشكل خاطئ، وممارستنا له هى التى بها استسهال، وعدم إدراك لهذا النوع وأهميته، فهى ليست مجرد سرد لأحداث عاشها الكاتب أو اختصار لتاريخ وعمر، وكتابة السيرة الذاتية الحقيقة هى تلك الكتابة التى يظهر فيها قدرة الكاتب على مواجهة ذاته بالإسئلة والإشكاليات التى عاشها، فيضع نفسه موضع النقد والإتهام وهذا نادرا ما يحدث فى العالم العربى، باستثناء تجارب قليلة منها تجربة نجيب محفوظ الذى لم يكتب مسار حياته، وإنما توقف فى كتابته عند لحظات فارقة فى حياته وفى حياة مصر والأدب وكتبها بشكل إبداعى مكثف.

ما رأيك فى مقولة "الرواية الجديدة تركت القضايا الكبرى وغرقت فى الذاتية"؟

أعترض على هذه التصنيفات من الأساس فهذه الثنائيات مثل "الرواية الجديدة والقديمة، والقضايا الكبرى والصغرى، والغرق فى الذاتية والبعد عنها"، كلها ثنائيات لا تصنع كتابة إبداعية ونستخدمها من باب الاستسهال، فالكتابة الإبداعية الحقيقة هى القادرة على صناعة حدث متسق بغض النظر عن حجم القضية ومدى خصوصيتها، فلا توجد فى الأدب أفضلية لقضية عن أخرى، كما أنه من الهام عدم تحديد الكاتب لقضيته ونوعها قبل الكتابة، بمعنى تحديد الكاتب حجم القضية ونوعها قبل الكتابة، فهذا يأتى فى سياق الكتابة نفسها بعد البدء فيها وليس قبل ذلك، لذا لا يجب النظر إلى كل هذه الثنائيات وتجاهلها، عند الحكم على العمل.

وأيهما يجب الاهتمام به فى الأعمال الأدبية القضايا الذاتية أم المجتمعية؟

أى مبدع جزء من مجتمع ومن واقع، ومهما كان العمل شخصى ويتناول تجربة خاصة جدا فحتما هذه التجربة جزء من المجتمع، والمبدع يتأثر بكل ما يدور به من أحداث وقضايا، لذا لا يمكن القول بأن القضية خاصة أو عامة، لكن من المهم التفريق بين الرواية والكتاب الأكاديمى فى علم الاجتماع أو الاقتصاد.

هل هذا يعنى أنه لا يجب على الرواية تناول تلك القضايا؟

بل يجب تناولها لكن بالطريقة التى تدعو القارئ للتأمل وإعادة النظر عن طريق كشف التفاصيل المخفية، وسرد الأحداث وصياغة تلك القضايا بطريقة إبداعية مختلفة عن النظريات والدراسات، والمشكلة هنا هو أننا ننظر للعمل الإبداعى بطريقة خاطئة عن طريق قول إنه عمل يجب أن يفعل كذا وكذا، فى حين أن هذا العمل له أدوات ومقومات يجب أن ننظر إليه من خلالها، وهى الصور وربط الأحداث وتحليلها وتقديمها بالشكل الإبداعى المختلف الذى يكشف المستور الذى تحدثنا عنه من قبل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة